نبأ – كشفت التطورات الأخيرة في اليمن عن وصول الشرخ بين قطبي التحالف، السعودية والإمارات، إلى مرحلة كسر العظم، حيث تلقى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد اتصالا من نظيره الأميركي ماركو روبيو، بحثا خلاله قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة، في خطوة تعكس القلق الدولي من انفجار الأوضاع بين الحليفين اللدودين جنوب اليمن.
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي عقب تصعيد ميداني خطير تمثل في هجوم سعودي على ميناء المكلا بحضرموت، بعد رصد شحنة أسلحة وذخائر قادمة من ميناء الفجيرة الإماراتي، وهو ما اعتبره ما يسمى التحالف السعودي محاولة إماراتية لتوزيع السلاح على مليشيات تابعة لها لزعزعة استقرار حضرموت، رغم النفي الإماراتي الذي زعم أن الشحنة مخصصة لقواتها المتواجدة هناك.
وتعكس هذه الأزمة صراع الأجندات التوسعية في الجنوب اليمني، خاصة بعد التقدم الميداني الذي أحرزه المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، والذي يسعى لفرض واقع الانفصال وتقسيم اليمن لخدمة مصالح أبوظبي الجيوسياسية. وفي رد فعل رسمي غير مسبوق، أعلن ما يسمى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلغاء اتفاقية الدفاع المشتركة مع الإمارات وأمر بخروج قواتها من البلاد خلال 24 ساعة.
من جانبها، صعدت الرياض من لهجتها تجاه أبوظبي، حيث اتهمت الخارجية السعودية صراحة الجانب الإماراتي بدفع مليشيات الانتقالي لتنفيذ عمليات عسكرية على الحدود الجنوبية للمملكة في محافظتي حضرموت والمهرة. وشددت السعودية في بيانها على أن أمنها الوطني يمثل خطا أحمر، ملوحة باتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة ما وصفته بالتهديدات الحدودية، وهو ما ردت عليه الإمارات بنفي وصفت فيه الاتهامات السعودية بـ “الادعاءات”، في محاولة لامتصاص الغضب السعودي مع الاستمرار في تنفيذ أجندتها الميدانية.
هذا الصراع المتصاعد يثبت مجددا أن التدخل الخارجي في اليمن لم يكن يوما لإعادة الاستقرار، بل لتحويل البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية وتقاسم الموانئ والثروات على حساب دماء اليمنيين.
قناة نبأ الفضائية نبأ