البحرين / نبأ – أصدر الامين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامي الشيخ علي سلمان بعد ساعات على إعلان القضاء البحريني الظالم قراره بسجنه أربع سنوات، بيانا من داخل معتقله الى الشعب البحريني تلاه نائبه الشيخ حسين الديهي وتم بثّه في وسائل التواصل الاجتماعي. جدد فيه التأكيد على أهمية الوصول الى ملكية دستورية قائمة على أساس العدل والقوانين الدولية والانتخابات والتعددية وعدم الاقصاء.
وقال زعیم المعارضة السلمیة والدیمقراطیة في البحرین المحکوم بالسجن 4 أعوام أنه ماضٍ في طریق النضال من أجل تحقیق الملکیة الدستوریة التي تمکن الشعب من انتخاب سلطته التشریعیة والتنفیذیة، داعیاً للاستمرار في الحراك السلمي بثبات، وفیما یلي نص البیان.
بسم الله الرحمن الرحیم
بعد التوکل على الله وحده لا شریك له، ومن منطلق المحبة وحب الخیر لجمیع القبائل والأسر والأدیان، والطوائف والأعراق فی بحریننا الحبیبة، فإنی ماضٍ بقیة حیاتي في بذل کل ما في وسعي، بالنضال بالکلمة الطیبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر والدعوة إلى الإصلاح بالحکمة والموعظة الحسنة، ولتحقیق العدالة والحریة والکرامة والشراکة لکافة أبناء هذا الشعب الکریم، بدون تمییز بینهم وبدون إقصاء لأحد منهم.
وإن مُلَخّص برنامجي السیاسي هو السعي وصولا لتفعیل ملکیة دستوریة دیمقراطیة حقیقیة، على غرار الملکیات الدستوریة التي تمکن شعب البحرین عبرها من انتخاب سلطتهم التشریعیة والتنفیذیة عبر صنادیق الاقتراع الدیمقراطیة، في انتخاباتٍ دوریةٍ حرةٍ ونزیهة، في ظل تعددیة سیاسیة حقیقیة، بعیداً عن التعیین المعیب في السلطة التشریعیة أو التنفیذیة.
وإني في سبیل بلوغ هذا الهدف أستعین بالله وعلیه أتوکل، متبنیاً منهج اللاعنف الذي أسسه غاندي وسار علیه لوثر کنج وماندیلا في حرکة سلمیةٍ مدنیةٍ سعیاً لتحقیق هذا الهدف، معتمدا على مرجعیة القوانین الدولیة الملزمة للبحرین، والواجبة الاحترام والتنفیذ لها من قبل السلطة بعد التوقیع والتصدیق علیها، وفي مقدمتها العهد الدولي للحقوق المدنیة والسیاسیة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة وسائر القوانین والاتفاقیات ذات الصلة بحقوق الإنسان وحریة العقیدة وحریة الرأی والتجمع السلمي وتکوین الأحزاب، ومستفیداً من کل الأسالیب السلمیة واللاعنفیة التي مارستها الشعوب في طریق نضالها ومقاومتها السلمیة لتحقیق التغییر الدیمقراطي الذي أنشده لوطني ولهذا الشعب الکریم، بما فیها المسیرات والتجمعات السلمیة والعصیان المدني السلمي والإضرابات العُمّالیة المشروعة وغیرها مما یُبیحها ویُشرّعها القانون والمواثیق الدولیة ذات الصلة.
وأدعو جمیع الخَیّرین الراشدین من کل الأسر والأعراق والدیانات والطوائف، إلى العمل معا من أجل بلوغ هذا الهدف الإنساني النبیل، کما أدعو المجتمع الدولي بکل مؤسساته إلى تقدیم ید المساعدة للبحرین لبلوغ هذا الهدف الخَیّر، والذي یحقق القیم الإنسانیة والأهداف التي تسعى لها الأمم المتحدة في المجال السیاسي والاجتماعي والاقتصادي وتحقیق الاستقرار الدائم والتنمیة المستدیمة.
وقل اعملوا فسیرى الله علمکم ورسوله والمؤمنون
ولشعبي المناضل الذي لم یَهِن ولم یتراجع في طریق تحقیقه لمطالبه المشروعة أقول، إنني منك بعد الله تبارك وتعالى أستلهم الثبات والقدرة على مواجهة الصعاب في هذا الطریق أیاً کان حجمها ولقد کنت أیها الشعب العظیم ولازلت معقد الأمل ومحل الثقة في تحقیق حلم الأجداد والآباء بوطنٍ کریم تکون الکلمة فیه إلیك ولا سلطة تعلو فیه على سلطتك، وطن المساواة والعدالة وحریة الرأي.
أیها الشعب العظیم، إنني أدعوك للاستمرار في الحراك السلمي دون أن توقفك الأزمات أو تشغلك عن هدفك وغایتك في تحقیق مطالبك الحقة والعادلة، وإنني ماضٍ فی ذلك ما حییت معك والله غالب على أمره وناصر لعباده.
أیها الشعب العزیز یجب أن لا تُوَفّر جهداً في مخاطبة العالم وکشف الحقیقة بکل الوسائل المتاحة إعلامیاً عن قضیتك العادلة التي تتصدر قوائم الفخر والشرف في قائمة قضایا الشعوب، فان صوتك العادل النزیه الذي یراد خنقه، لابد أن یعلو على أصوات الظلم والفساد.
ولا یفوتني في الختام أن أشکر الله سبحانه وتعالى على لطفه وتَفَضّله، کما وأتوجه بالشکر لکل من ساندني ووقف إلى جانبي سیما أبناء شعبي الحبیب وعلى الخصوص عوائل الشهداء الأبرار وکل الشخصیات العلمائیة والحقوقیة والسیاسیة، والمنظمات الدولیة.
وما النصر إلا من عند الله علیه توکلت وإلیه أنیب
اللهم اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات والخیرات وألّف بین قلوبهم، واجمع على الخیر والمحبة والهدى
من السجن
علي سلمان
مواطن بحریني
أمین عام جمعیة الوفاق الوطني الإسلامیة
16 یونیو/حزیران