كما في الميدان، ثمةَ جنونٌ سعوديٌ في السياسة أيضاً..
في جنيف ليس من الفرقاء اليمنيين من جاء لإضاعةِ فرصةِ التوصّل الى حلٍ لأزمةٍ من صنع جارِ السوء..
وحدَه السعودي الذي تستبدُ به مرارةُ الخسارةِ الفادحة في الميدان فيجنحُ نحو تخريبِ أيِّ فرصةٍ للتوصّل الى حلٍّ في السياسة..
فشلَ مؤتمرُ الرياض بفرضِ حلٍّ لا يصنعه اليمنيون..فجاء الردُّ السعودي انتقامياً بتخريبِ لقاء جنيف الذي لم تتحددْ صفتُه ووظيفتُه، فلا هو مفاوضاتْ، ولا هو حوارْ..لأن السعوديَّ يريده كذلك، بلا طعمٍ ولا لون..ولكنْ تبقى إرادةُ اليمنيين وحدُها الحاسمة قبلَ وبعدَ الجنون السعودي..
في ملفِّ زيارة وزير الدفاع بن سلمان الى موسكو أكثرُ من مجرد صفقة سلاح. فمع اقترابِ موعد الاتفاق النووي النهائي بين ايران وخمسة زائداً واحداً، تستخدم السعوديةُ كلَّ أوراقها للضغط من أجل إفشال الاتفاق أو في الحد الأدنى تخفيضِ سقف المنجز المأمول منه..بن سلمان وقبلَه بن فيصل وبن سلطان..لغةٌ في السمسرة باتت معروفةً، والنتيجةُ لا خيارَ للحاسد سوى تمنّي زوال نعمةِ الغير..