مقدمة المسائية | العقْلِ التكفيريّ لازال ينتشي براحةٍ في المملكةِ الحائرةِ

تفجيرُ المساجدِ هوايةُ الآتين من خارج التّاريخ… والذين تشرّبوا سنيناً من منابعِ التكفيرِ ومنابرِ الكراهيةِ والفتْكِ بالمخالفين.

الدّماءُ التي تتفجّرُ في بيوتِ الله في المملكةِ والكويت وفي نيجيريا وفي باكستان.. وغيرها؛ هي دماءٌ بريئةٌ وبرسْم العقْلِ التكفيريّ الذي لازال ينتشي براحةٍ في المملكةِ الحائرةِ في أمْرها وفي أمورها.

هيئة كبار العلماء التي دانت التفجيرَ في مسجد الطواريء بأبها عسير، عليها أنْ تدينَ نفسها. فلم يكن للانتحاريين أن ينزلوا من السّماء، أو يخرجوا من تحت الأرضِ، لولا أنّهم وجدوا إرثاً أسودَ من التّحريضِ المذهبيّ الذي تتبارى في ساحته وجوهٌ معروفةٌ من العلماءِ الكبارِ وهيئاتهم السّابحةِ في كنف آل سعود…

لا وقت للشّماتةِ، ولا لمنادمةِ القتلةِ الإرهابيين.. ولكنّها دعوةٌ إلى الرّاغبين في انتشال المملكة من أزماتها.. بأنْ يسمعوا صوتَ المواطنين وأهالي شهداء القديح والعنود.. الصوت الذي حدّد مسارَ الخروج من الأزمات، ابتداءاً من تجريم الخطاب المذهبي.. وليس انتهاءاً باعترافِ السّلطةِ بالمكوّنات المذهبيّة الأصيلة في البلاد.. وعدا ذلك، فالمتّهم الحقيقيّ وراء التفجيراتِ يبقى معروفاً.. وخارج قضبان السّجن…