السعودية/ نبأ- أعادت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية نشر خطاب "نذير عاجل لكل آل سعود" الذي كتبه أحد أحفاد الملك المؤسس مطالباً فيه بسرعة إنقاذ المملكة واختيار ملك جديد وولي عهد جديد خلفا للحالي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الخطاب يمثل جزئيا صراع الأجيال داخل آل سعود ويأتي بعد صراع أجنحة قوى في الأسرة الحاكمة من أجل الهيمنة في أعقاب وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ونقلت الصحيفة عن كريستيان كوش مدير مركز الخليج للأبحاث قوله، إن "الانتقال بين الأجيال في السعودية رغم أن 13 من أبناء عبد العزيز على قيد الحياة من الممكن أن يكون هو مصدر الجدال بين أفراد العائلة المالكة، ونتج عنه كتابة هذا الخطاب".
وأضاف أن أهم تطور حدث في السعودية مؤخرا هو الانتقال الذي حدث داخل آل سعود نفسها فيما يتعلق بالانتقال من أبناء عبد العزيز إلى أحفاده.
وتابع أنه ليس من المستغرب على الإطلاق أنه في ضوء هذه التغيرات، يدور نقاش في العائلة المالكة حول اتجاهها في المستقبل.
وقالت الصحيفة إنه "اتضح لعبة في السياسة السعودية محصلتها صفر، قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز حيث استبدل أسلافه برجاله، حيث حل ابنه محمد سلمان مكان نائب رئيس الديوان الملكي خالد التويجري".
وتبين لاحقا أنه خلال الساعات الأخيرة للملك عبد الله، حاول التويجري تأمين موقعه الخاص والجيل الثاني من حكام السعودية من خلال محاولة أن يكون ابن الملك عبد الله، الأمير متعب هو نائب ولي العهد – (هذا الموقع يتمتع به الآن محمد بن سلمان) لكن المحاولة فشلت، كما حاول التويجري إظهار أن الملك سلمان غير صالح من الناحية العقلية للحكم.
وأفاد الخطاب بأن هناك مشكلات وقعت منذ 10 أعوام تحت حكم الملك عبدالله، وهو ما يتطلب إحضار كبار السن من سلالة آل سعود، منتقدا قرارات عسكرية تم اتخاذها في اليمن وسوريا والعراق، مشيرا إلى أن هذه "الخيارات أضعفت ثقة شعبنا وحرضت الشعوب الأخرى ضدنا".
وبحسب الصحيفة فقد كانت هناك تغييرات حادة في السياسة الخارجية السعودية، منذ تولي سلمان، فالرياض خلال حكم الملك عبد الله كانت تنظر لجماعة الإخوان المسلمين وفروعها المختلفة باعتبارها العدو رقم واحد في المنطقة. وأدت هذه السياسة إلى وجود اتصالات بين مستشارين سعوديين والحوثيين في اليمن، الذين رأوه حصنا ضد الإخوان متمثلة في حزب التجمع اليمني للإصلاح التابع لها.
بينما في ظل حكم سلمان، أصبحت مواجهة النفوذ الإيراني أولوية سياسية رئيسية، وعلى هذا النحو، أطلق وزير الدفاع (محمد بن سلمان) في مارس/ آذار الماضي تحالفا إقليميا ضد الحوثيين، التي ينظر إليها من قبل دول الخليج العربي بأنها مدعومة من المنافس الاقليمي ايران.
وفي حين حققت الحرب في اليمن، بعض الإنجازات في دفع الحوثيين من المناطق الجنوبية من البلاد، لم تكن النجاح المشرق للمملكة العربية السعودية، وقتل عشرات من الجنود السعوديين وسط حملة جوية وبرية مستمرة، وتبقى سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وفي الوقت نفسه في سوريا والعراق، انضمت الرياض للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، تحت قيادة الملك عبد الله وفي سوريا أيضا دعمت القيادة السعودية نشاط الجماعات المسلحة التي تقاتل حكومة بشار الأسد، في حرب قتلت أكثر من 220 ألف شخص.
كما هو الحال مع اليمن، هناك حاليا دلائل تشير إلى أن السعودية بالكاد تقترب من تحقيق أهدافها العسكرية في سوريا، فـالأسد ما زال يحتفظ بالسيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد، مع انصراف المجتمع الدولي بشكل متزايد للقضاء على تنظيم "داعش".
من جهة أخرى، قال خبير إقليمي للصحيفة إن هناك الكثير من التكهنات بين آل سعود أنه بمجرد أن ينتهي موسم الحج لهذا العام، سوف يطيح ولي ولي العهد محمد بن سلمان بولي العهد محمد بن نايف ليجعل من نفسه وليا للعهد.
وأضاف أن أعضاء العائلة المالكة يعدون انفسهم لهذا التطور لأنهم يرون أنها خطيرة جدا، ستؤدي إلى ثورة.
كما ونقلت الصحيفة البريطانية تصريحا لمسؤول عربي قاله لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه من الممكن أن يسمي الملك سلمان ابنه وليا للعهد. وأضاف "دعونا نواجه الحقيقة انه ابن الملك. هناك فرصة قوية أن يكون الملك القادم".
فيما أوضح الخبير كوخ أن "محمد بن سلمان يتآمر لإزالة ولي العهد الحالي وترويج لنفسه أن يكون الأول في ترتيب ولاية العهد".
لكنه قال "أمر واحد هو أن نتذكر أن الأسرة الحاكمة كبيرة وأي شخص يريد تأكيد سلطته يحتاج إلى أن يكون قادرا على تشكيل إجماع واسع من الداخل، لذا فأعتقد أن تحضير محمد بن سلمان في التحضير للانقلاب هو أمر خيالي» لكن يتم تسوية مسألة الخلافة في الوقت الراهن في المملكة العربية السعودية".
وكان المغرد السعودي الشهير "مجتهد" قد نشر خطابا كتبه أحد أحفاد الملك المؤسس تحت عنوان «نذير عاجل لكل آل سعود»، حذر فيه من انهيار الدولة ودعا الأسرة المالكة للتحرك لوقف الفساد في المملكة حتى لو استدعى الأمر تغير الملك وولي العهد.
كما جاء في نص الخطاب "فى ظل التدهور الحاد للأوضاع السياسية والإقتصادية، والإنخفاض الحاد فى أسعار النفط، والزيادة الهائلة فى الدين العام، نناشد جميع أبناء الملك عبد العزيز، من أكبرهم الأمير بندر، إلى أصغرهم سناً الأمير مقرن، تبنى الدعوة إلى عقد إجتماع طارىء لكبار الأسرة، لبحث الموقف، واتخاذ جميع ما يلزم لإنقاذ البلاد، وإجراء تغييرات فى المناصب الهامة، وتولية أصحاب الكفاءات من العائلة الحاكمة، سواء كانوا من الجيل الأول أو الثانى أو الثالث أو الرابع. ونقترح أيضاً جمع توقيعات من أبناء وأحفاد الملك المؤسس بشأن الإجراءات المقترحة، وتنفيذ ما تُقِرّه الأغلبية للصالح العام".
وأضاف "ما زال 13 من أولاد عبد العزيز على قيد الحياة، و بينهم كفاءات وخبرات كبيرة، ونخص منهم الأمراء طلال بن عبد العزيز وتركى بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز، بما لهم من باع طويل، وخبرات سياسية و إدارية يعرفها الجميع، يجب استثمارها فى صالح الدين والمقدسات والشعب".
وتابع أنه "على هؤلاء الثلاثة بصفة خاصة وعلى أبناء المؤسس ال 13 بصفة عامة أن يحملوا الراية وأن يجمعوا الآراء وأن يحشدوا الصفوف من آل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، بقيادة الأكبر والأصلح منهم ومن أبنائهم القادرين، الذين هم كنز لا يفنى بإذن الله، للتحرك وتنفيذ ذات ما فعله الملك فيصل وإخوانه وأبناؤهم وأبناء إخوتهم -عندما عزلوا الملك سعود- والقيام بعزل الثلاثة الملك العاجز سلمان بن العزيز، والمُفَرّطْ المستعجل المغرور ولى العهد الأمير محمد بن نايف، والسارق الفاسد المُدَمّرْ للوطن ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، ليتولى الأصلح والأكبر إدارة شؤون البلاد و العباد"، بحسب نص الخطاب.
كما طالب الأمير الحفيد بــ"تنصيب ملك جديد وولى عهد، وأخذ البيعة من الجميع على ذلك، وإلغاء المنصب المستحدث المستغرب و هو ولى ولى العهد. ونرجو أن يجد الخطاب آذاناً صاغية، وإيجابية في التحرك، ونتمنى التوفيق والسداد للجميع، بإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانه وتعالى".
وأكد حفيد الملك المؤسس أنه "لا يمكننا أن ننجح إلا بأعلى درجات المصارحة حتى لو خارج دائرة الأسرة ، وأقوى مستويات الجرأة والشجاعة في مواجهة المستغلين للوضع الخاطيء".