السعودية / نبأ – حسمت السلطات السعودية حقيقة ما جرى في منى صبيحة عيد الأضحى. روايات جاهزة تستبق التحقيقات، وأحكام متسرعة تغلق الباب على أية رواية أخرى غير الرواية الرسمية.
تصرف يزيد الشكوك بالنظام السعودي ويفاقم مسؤولياته تجاه حادثة منى والحوادث المتشابه التي لا تنفك تتكرر في مواسم الحج.
تعنت النظام السعودي بوجه أية شكوى تنتقد أداء الحكومة وخططها التنظيمية، يحيل تحقيق محمد بن نايف أجوف المضمون وبلا جدوى. تحقيق يفتقد أي احتمال للوصول إلى نتائج جدية وصادقة، في قضية تعني العالم الإسلامي برمته.
رفض مطلق لرواية شهود عيان تحدثوا عن تسبب موكب لإحدى الشخصيات الرسمية في وقوع التدافع والفوضى، أكده المتحدث باسم الداخلية اللواء منصور التركي، معززاً إتهامات النظام السعودي للحجاج أنفسهم بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد.
رواية منصور التركي المستبقة للتحقيقات والمحملة باتهامات مبسطة للحجاج، يسردها وزير الصحة خالد الفالح بلغة تفوقها وقاحة، عبر زعم الفالح أن الحادث ناجم عن “عدم التزام” بعض الحجاج بالتعليمات.
يلاقي الإعلام السعودي الرسمي وشبه الرسمي المسؤولين في المملكة بالترويج لكل ما يبعد المسؤولية عن السلطات المنظِّمة، ويبجل أداء هذه السلطات، أداء سمحت صحيفة الرياض لنفسها أن تفرد له عنواناً يقول: “هندسة الحشود التجربة السعودية تدرس للعالم”!
المواقف هذه أعقبها الملك سلمان بن عبدالعزيز باعتراف ضمني ينم عن مدى فداحة المسؤولية على النظام وخططه لتنظيم موسم الحج عبر إعلانه عن توجيه الجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها. القول بضرورة تغيير خطة تنظيم موسم فريضة وان انطوى على اعتراف الملك بفشل ما هو متبع من مخططات، إلا أنه أتى خالياً من أية قرارات تقر بالمسؤولية أو تطيح بأصحاب القرار المباشرين وغير المباشرين.