الإفلاسُ السّياسيّ والاقتصاديّ لا يؤدّي إلا إلى إفلاسٍ أخلاقيّ.
سيرةُ الأنظمةِ الاستبداديّة في الخليجِ واحدةٌ، وتكاد تكون طبقَ الأصل، إلا ما رحم ربُّك. ومن سوءِ حظّ البعض أنّ المملكةَ لا تزال تتسيّدُ على قرارِ دولها، وتهيمنُ على سيادتها، حيث لا يمكن لحكّام تلك الدّول أن تُصدِر قراراً، أو تحرِّك إشارةً، من غير الرّجوعِ إلى حكّام المملكةِ وأخْذ الأوامر والقرارات.
وتلك هي مصيبة أهل البحرين الذين رأوا بأمِّ العينِ كيف يتحوّل بلدُهم إلى مزرعةٍ للسعوديّةِ، وكيف يبيعُ نظامُها سيادةَ الأرضِ إلى الرّياض، كما باعَ وحدتها وتماسكَ أهلِها وطموحَهم للديمقراطيّة إلى جحافلِ درع الجزيرة التي دخلت البحرين في مارس من العام ألفين وأحد عشر لتقتل أملَ البحرينيين في الحريةِ وتُسقط لؤلؤتها من الدّوار الذي جمعَ البحرينيين من كلّ المذاهب والأطياف…
النظامُ البحريني يواصلُ الإذعانَ للإرادةِ السّعوديّة، ولا يتردّد في القبول بأنّ يكون ورقةً رخيصةً في اللعبةِ السّعوديّةِ الإقليميّة، وليس سحْب المنامةَ لسفيرِها من طهران، وإعلانها القائمَ بالأعمال الإيراني شخصاً غير مرغوب فيه؛ (ليس) سوى واحدةٍ من القرارات الطائشةِ التي تُريك كيف يسترخصُ حكّامُ المنطقة شعوبََهم ومستقبَلهم في الأمن والحرية.. إكراماً للعيونِ الوقحةِ التي تنشر القتْلَ والحروبَ وتوزّعُ على الجِوار الفوضى والدّمار….