السودان / متابعات – ذكرت صحيفة "سودان تريبيون" أن الرئيس السوداني عمر البشير طلب وساطة من السعودية لحل النزاع القائم بين القاهرة والخرطوم حول مدينة حلايب الحدودية، جنوب مصر، مضيفة أن الرياض لعبت دوراً في تأمين الإفراج عن عمال مناجم سودانيين من السجون في مصر.
وزعمت الصحيفة إلى أن الرئيس السوداني قال في بيان نشرته صحيفة "اليوم التالي"، أمس الأربعاء، أن مدينة حلايب أرض سودانية، مضيفاً أن بلاده لن تتخلى عنها قط، وأعرب عن آماله في التوصل إلى حل سلمي مع القاهرة لحل القضية.
وتضيف أن البشير طلب من المملكة العربية السعودية دور مشابهه للدور الذي لعبته مؤخرا في إحتواء الأزمة الخاصة بـ20 من عمال المناجم الذين تم إعتقالهم بعد أن عبروا الحدود المصرية للتنقيب عن الذهب.
وقال البشير: "نأمل أن تلعب السعودية دورا في دعم جهودها لتحقيق تسوية سلمية لقضية حلايب"، ورأى أن السعودية مؤهلة للعب هذا الدور نظرا لثقلها وتاريخها ودور المميز، مشددا أن السودان لن تتخلى عن حقوقها التاريخية في حلايب، بحسب زعمه.
وتتمتع منطقة حلايب بأهمية استراتيجية، حيث تعتبرها مصر عمقاً استراتيجياً مهماً لها كونها تجعل حدودها الجنوبية على ساحل البحر الأحمر مكشوفة ومعرضة للخطر وهو الأمر الذي يهدد أمنها القومي.
ويعود النزاع حول مثلث حلايب وشلاتين بين البلدين إلى عام 1958 عقب إستقلال السودان عن الحكم المصري البريطاني. وتقع المنطقة تحت سيطرة مصرية كاملة منذ منتصف التسعينييات بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في قمة أديس أبابا، حيث اتهمت الحكومة المصرية نظيرتها السودانية بالتخطيط لعملية الاغتيال، فأمر مبارك بمحاصرة وطرد القوات السودانية من حلايب وفرض الحكومة المصرية إدارتها على المنطقة.
وقالت الصحيفة السودانية أن الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي قد وعد نظيره السوداني، خلال زيارة فى أبريل 2013، بإعادة مثلث حلايب إلى السيادة السودانية وهو سرعان ما نفاه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وقتها، السفير إيهاب فهمي، بعد غضب واسع في مصر.
وتقول صحيفة سودان تريبيون أن العلاقات السعودية السودانية شهدت مؤخرا بعض الدفء، بعد سنوات من التوتر حول العلاقات الوثيقة التي تجمع الخرطوم وطهران، التي شهدت سفن حربية إيرانية ترسوا عدة مرات في ميناء السودان.
ومن جانب آخر اشار الرئيس السوداني إلى ان بلاده تعول على الشكوى المقدمة أمام مجلس الأمن الدولي بشأن منطقة حلايب، لافتا إلى انه يتم تجديد الشكوى سنويا، وأكد أنهم لا يسعون إلى تصعيد سياسي، كما أن التصعيد العسكري ليس بين الخيارات المطروحة.
وأرسل السودان قوات برية لليمن لدعم العدوان الذي تقوده السعودية، ووصل 300 جندى وضابط سوداني عبر البحر إلى ميناء عدن بجنوب اليمن السبت الماضي لتعزيز قوات ما تسمى بـ"التحالف العربي".
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.