حزنٌ يمتدّ لعامٍ، ينسّل منه حزنٌ يمتدّ لأكثر من ألف وأربعمائة عام

حُزنٌ يعمّ المنطقةَ الشرقية من المملكة.. حزنٌ يمتدّ لعامٍ، ومنه ينسّل حزنٌ يمتدّ لأكثر من ألف وأربعمائة عام، حينما حلّت على الأمةِ الإسلاميّة الفاجعةُ باستشهاد حفيدِ الرسول الكريم في كربلاء…

الحزنُ الذي يعمّ المواطنين في المملكةِ على مُصاب الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب.. يُخالطه استياءٌ على استسهال السلطات في أمن المواطنين وحرياتهم وفي ممارسةِ حرية الرأي والمعتقد، في ظلِّ استهدافٍ ممنهج للنشطاءِ والمواطنين بالمحاكماتِ والتلويح بتنفيذ الإعدامات، في مقابل الإحجامِ عن محاكمة المتهمين في تفجيرات الإرهاب التكفيريّ.. ومحاسبة المتورطين في التحريضِ المذهبيّ..

لن تكفّ القلوبُ عن إرسال المواجعِ.. ولن تجفّ دموع أهالي الشهداء في الدالوة والقديح وحي العنود وسيهات.. ولن تتورّدَ الأساريرُ ولن تنفتحَ الآمال.. إلا حين تُوقَف الألسنُ التي تحرّض على المفخّخات.. وحين يُلجَم أصحابُ الفتاوى التكفيريّة.. وحين يتأكد المواطنون بأنّ هناك دولةً حقيقيّةً يتساوى فيها المواطنون في الأمنِ والحياةِ وحريات العقيدة.. وحتّى ذلك الحين.. فإنّ سواداً قاتماً سيعمّ الأرجاء.. مع أملٍ لا يزول يُوقده الشّهداءُ.. وتضحياتُ المناضلين السلميين داخل السجون وخارجها…