كبار مسؤولي آل سعود هم ايضاً من كبار سماسرة الصفقات السياسية في العالم العربي و في العالم ايضًا بدون مبالغة. أن رئيس المخابرات العامة السعودية الاسبق بندر بن سلطان كان يلقب بـ"بندر بوش" او "القط X " كما تسميه الصحافة الغربية.
لكن هناك سمسار اصبح نجمه يعلوا يومً بعد يوم في سماء سماسرة التطبيع مع الكيان الصهيوني و هو رئيس المخابرات العامة السعودية الاسبق الامير تركي الفيصل.
إن الامير تركي الفيصل الذي لا يفوت نيابة سلطات آل سعود في اي محفل صهيوني، ترك مؤخرا الخجل والحرمات واي اعتبارات اخرى الى جانب و صار تارة يضرب بهذا الجانب و تارة يمدح و يغازل الجانب الاخر ليدفع موكب التطبيع مع الكيان الصهيوني الى الامام.
نشر تركي الفيصل في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية يوم الخميس مقالاً اسهب فيها في توجيه اللوم و التقصير فيما يجرى حاليًا في الاراضي الفلسطينية و تحديدا في قطاع غزة.
وجه تركي الفيصل والقى بكل اللائمة الى حركة المقاومة الاسلامية حماس التي ماسكة بزمام الامور في القطاع و المدافعة عن شرف الامة بانها السبب في كل ما تجري حاليًا من مجازر يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في القطاع متناسيًا ام يتظاهر بالتناسي بان الشعب الفلسطيني لم يمضي عليه يوم دون حدوث مجازر و انتهاكات.
أن مقال تركي الفيصل في صحيفة الشرق الاوسط السعودية لم تكن دون سبب و إنما جائت لتؤكد الكثير من التسريبات الاخيرة في ضلوع السعودية و الامارات في تحريض العدو الصهيوني لضرب حركة المقاومة الاسلامية في القطاع سعيا منها لتكسير صمودها أمام الحليفة اسرائيل. لم يعد سرًا المراودات و اللقائات السرية التي انعقدت في تل ابيب و غيرها من الاماكن من أجل التنسيق في قضايا اقليمية مثل كيفية التعامل مع اخر التطورات حول ايران وسوريا. لكن توجت هذه العلاقات المشؤومة التي لم تعد باي منفعة للامتين العربية والاسلامية عندما غلبت مصلحة هذه البلدان على مصلحة الامة الاسلامية والعربية عامة وبالتحديد على الشعب الفلسطيني و عداوتهم مع إخوان المسلمين ما دفعت بهم ليس فقط في مصافحة العدو الصهيوني فحسب وإنما الى التعاون في ضرب الشعب الفلسطيني و مقاوته الباسلة المشرفة.
أن السعودية و حلفائها الاقليميين في المنطقة تقود مؤامرات لاعادة ترتيب معادلات باتت رقمًا بسيطًا فيها لكن هذه المرة من خلال تحريض الاعداء على شعب عازل و محاصر. حقًا إنها قمة الدنائة حتى الذئاب تأبى القيام بها لكن مع الاسف حدثت و السعودية هي الاساس فيها.
تركي الفيصل تهجم على قادة المقاومة الاسلامية حماس متهمًا اياهم بانهم عرضوا شعبهم الى الصواريخ الصهيونية . طبعا لم تكن هذه هي السابقة الاولي لال سعود حيث في العدوان الاسرائيلي على لبنان ايضًا القوا باللائمة على حزب الله اللبناني المقاوم بينما كان الحرب الذي شنه العدو الصهيوني على لبنان ردًا على مناوشة محدودة جرت بين عناصرحزب الله والجنود الاسرائيليين على الحدود المشتركة لكن اسرائيل تلقت هذه الذريعة و شنت حربًا عدوانيًا على لبنان ادى الى نزوح الالاف واستشهاد عدد كبيرمن المواطنين اللبنانيين.
في العدوان الصهيوني الحالى ايضا الصهاينة اتخذت اختطاف شبان صهاينة و قتلهم على يد الفلسطينيين ذريعة لهجوم شامل ضد القطاع لكن هذه المرة لم تكن السعودية منددة بالمقاوم و إنما هي شريكة في هذه العدوان من خلال التحريض و تمويل العدوان ضد الشعب الفلسطيني لتحقيق مصالح ضيقة على حساب مصالح الامة العربية و الاسلامية . و المغزي و الهدف الكلي منها هو دفع مبادرة الملك عبدالله التصالحية مع اسرائيل للتطبيع الكامل مع كيان العدو .
لكن هنالك مشكلة أمام هذا المسار و هي المقاومة الاسلامية في غزة التي لم تكن مهادنة الى حد الانبطاح كالسعودية و حليفاتها.
من هنا يمكن تفسير صب تركي الفيصل جام غضبه على حماس و المقاومة الفلسطينية التي تحول دون تنفيذ هذا الاذلال التي تسعي ورائه بكل جهودها.
وكالة أحرار الحجاز