التحالفِ الجديد يولد من رحم الهزيمة في اليمن والصّراع على السلطةِ

في التوقيت جاء إعلانُ السعوديةِ عن تحالفٍ إسلاميّ عسكري لمكافحةِ الإرهاب؛ ليطرحَ تساؤلاتٍ وشكوكاً حيال النّوايا التي تُضمرها الرياض.

الإعلانُ جاء فجراً، وقبيل ساعاتٍ من بدء سريان وقفِ إطلاق النّار في اليمن. ما يفتحُ سلسلةً من المخاوفِ بشأن إقدام المملكة على إعادةِ فتْح جبهاتٍ أخرى من الحرب والعدوان، بذريعة مكافحةِ الإرهاب، أو بذرائعَ أخرى جاهزة…

إنهاءُ الجنرال لصمته الطّويل، وتولّيه شخصياً الإعلان عن التحالفِ الإسلامي الجديد؛ يُضيف إلى الشكوكِ تساؤلاتٍ أخرى بشأن الصّراع على السلطةِ في ظلِّ المنافسة الجديدة التي سيُكرّسها محمد بن سلمان مع محمد بن نايف، الذي يُنظر إليه أمريكياً باعتباره الرّجلَ الموثوقَ في مواجهة الإرهاب.. منافسةٌ ستُضفي على مسرحِ الصراع على السلطة مشهداً آخر من التعطّش الجنونيّ الذي قد ينتهي بمفاجآتٍ غير محسوبةٍ مع قرب مرور عام على العهد الجديد في المملكة….

لهذه الأسباب وغيرها؛ لا يجد اليمنيون مكاناً للثقةِ بصدْق النّوايا السعوديّة؛ وهو ما يجعلهم مرابطين في الجبهاتِ وأيديهم على الزّنادِ بموازاة معركةِ المفاوضات التي بدأت في سويسرا…

أمّا في الدّاخل، فالمشهدُ لم يتغيّر بعد، والديكورُ الديمقراطي الذي انتهى مع ختام مسرحيةِ الانتخابات البلديّة؛ لم يُضْفِ أيّ تفاؤل بحصول تغيير في السياسةِ الداخلية وإنهاء القمع الممنهج ضد النشطاء والمعارضين السياسيين.. وهو ما يعني أن الإرهابَ الممنهج في الداخل سيظلّ سيفاً قائماً على رقابِ الأصواتِ المعارضة.. وبغطاءٍ من الدعاية السعودية في الخارج بمواجهة الإرهاب…