المنطقةُ على كفِّ توتّرٍ مفتوحٍ على كلِّ الاحتمالات..

اختارتُ المملكةُ التّصعيدَ، وإلى آخرِ المدى.
لم يتفاجأ أولئك الذين يُدركون كيف يعمل العقلُ السّعوديّ منذ اعتلى الصّبيةُ العرشَ المهزوز، ومنذ أنّ تركَ الحلفاءُ لأتباعهم هامشاً لكي يمارسوا فيه أدوارهم المفضّلة في التدميرِ الذاتيّ، وإلحاق الأذى في بُنيانهم الآيل إلى السّقوط…

قطْع العلاقاتِ مع إيران، ومنْع السّفرِ إليها، لم يكن أمراً خارج السّياق. منذ أشهر، دفعَ السعوديون والبحرينيون أتباعهم النّاطقين باسم جنونِهم؛ لكي يهيئوا الأجواءَ لهذه الخطوةِ التي تفيضُ بالتّهورِ والانفجارِ بالجنون..

الدعوات للتهدئة وإزالة التوتر بين الرياض وطهران.. لا يبدو أنّها ستنتهي إلى خيرٍ كامل.. فالاندفاع الجنونيّ تحوّل إلى إستراتيجيةٍ ثابتة في التّهور السّعوديّ الجديد.. وطهران في الوقتِ الذي لن تتّجه إلى الأقصى الأقصى من الاستنكارِ على جريمةِ إعدامِ الشيخ النمر.. إلا أنّها لن تُخلي السّاحة للمتهورين، ولن تسمحَ للإجرام والبشاعةِ أن يكون سيّدَ المنطقةِ والماسكَ بزمامها إلى الانحدار…

المنطقةُ على كفِّ توتّرٍ مفتوحٍ على كلِّ الاحتمالات.. والحساباتُ كلّها تبدو محلاّ للإمكان.. ولكن المنطقةَ المأزومةَ أصلاً، والمفجوعةَ بكلّ أنواع البلاءِ والتمزّق، لا تحتمل المزيد.. ولكنّها أيضاً لا تحتمل استمرارَ العروش المجنونة.. المتعطّشة للدّماء….