السعودية/ نبأ – اعتبرت شبكة “أن بي سي” التلفزيونية الأميركية أنّ التنافس على السلطة بين وليّي عهد السعودية وزير الداخلية محمد بن نايف ووزير الدفاع محمد بن سلمان، “جعل كلّ منهما يتبع سياسة داخلية وخارجية شديدة العدوانية لإثبات كفاءته، ما أثر بشكل بالغ على سجل حقوق الإنسان داخل البلاد وفي دول الخليج الأخرى التابعة لها”.
ونقلت الشبكة، في تقرير بثته يوم السبت “23 يناير 2016، عن مسؤولين قولهم إنّ “اتباع الأميرين سياسة عدوانية يأتي في وقت يعاني فيه الملك سلمان من الخرف، فهو اضطر خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الرد على الأسئلة من خلال إجابات كان يُرسلها له أحد مساعديه الذي يجلس في غرفة مجاورة، عبر جهاز آيباد”.
وتقدم الشبكة الأميركية تُقدم أمثلة على “السياسة العدوانية المُتبّعة”، مثل “وقوف محمد بن سلمان وراء قرار شنّ الحرب على اليمن، وأنّ محمد بن نايف هو الذي دفع في اتجاه تنفيذ حكم إعدام الشيخ نمر النمر” في الثاني من شهر “يناير 2016م”.
وبحسب “أن بي سي”، فإنّ تسلّم الملك سلمان للحكم في البلاد قبل عام “كان بداية تراجع وضع حقوق الإنسان في السعودية وتوابعها من دول الخليج إلى مرحلة بالغة السوء”، فـ”سلمان، بعكس أسلافه، لم يبدأ عهده بإعلان العفو عن النشطاء والمعارضين السياسيين السلميين الذين تقدّر منظمات حقوقية، بينها جمعية الحقوق المدنية والسياسية “حسم”، عددهم بالآلاف، وفقاً لـ”أن بي سي”.
ويقول المدير التنفيذي لمنظمة “أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” علي عبد الله، في مقال رصد فيه تقرير الشبكة ونشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية يوم “1 فبراير 2016م”، يقول إنه “لا شك أن حديث بن سلمان كان تزويراً للواقع. يقول إنّ المرأة يُسمح لها بالسفر من دون إذن ولي أمرها في حال بلغت سنّاً معينة. أما بالنسبة إلى الحرب على اليمن، التي تسببت بكوارث إنسانية كبرى في أفقر بلد عربي وهدّدت تقريباً نصف سكانه بالمجاعة وفقاً للأمم المتحدة، فقال إنّ قرار الحرب لم يكن قراره بل صدر عن “مؤسسات الدولة”، وهو لا يعلم متى تنتهي”.
وبالنسبة إلى ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف، يضيف عبد الله، “فلم ينس أن ينتقم من أحمد العبيد الذي اتهم الحكومة في لقاء مباشر مع الأمير وثقته كاميرات التلفزيون في “نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي (2015م)، بأنها تشارك في قتل الشيعة، من خلال الصمت على التحريض ضدهم وتكفيرهم في وسائل الإعلام الرسمية. فؤجئ العبيد، وهو شقيق لأحد قتلى تفجير مسجد بلدة القديح الإرهابي، منذ أسبوعين برجال ابن نايف يقتحمون مدرسة ابن القيم في سيهات التي يعمل فيها مدرساً ويقتادونه إلى مكان مجهول، وهو حتى الآن لا يُعرف مصيره”.
ويذكّر عبد الله بأن بن نايف “أمر باعتقال الناشطة سمر بدوي، منتصف الشهر الحالي (يناير)، قبل أن يُطلق سراحها بكفالة، بعد رد الفعل الدولية الغاضبة التي تسبب بها اعتقالها. وكأنه لم يكن كافياً اعتقال زوجها المحامي وليد أبو الخير وشقيقها المدون رائف بدوي، اللذان يقضيان منذ أكثر من ثلاث سنوات عقوبة بالسجن تتراوح بين 10 و15 عاما”.