مصر/ نبأ – قال الكاتب البريطاني في موقع "ميدل إيست آي"، ديفيد هيرست، إن السعودية لم تعد ترى في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "رهانا آمناً".
وقال هيرست في مقال نشره الموقع إن الملك السعودي "لن يشعر بالحزن والأسى فيما لو قام ضابط مصري آخر بالإطاحة بالضابط الذي يحكم حالياً"، إذ وصف هذا السيناريو بأنه "بات الآن أقرب إلى الممكن"، وحذر في الوقت نفسه السيسي، الذي وصفه بـ"قائد الانقلاب" في مصر، من مصير مشابه لذاك الذي أنهى حياة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بثورة عارمة ضده.
وأشار هيرست إلى أن "هناك أسباباً عدة يمكن أن تفسر البرود بين مصر والرياض، منها أن الإعلام المصري كان متواطئاً بشكل سافر مع بطانة الملك عبد الله في سعيها المحموم لحرمان سلمان من الوصول إلى الحكم، ومنها أيضاً أن المملكة تعاني من شح مالي بسبب انهيار أسعار النفط، وهو الانهيار الذي تمخض عن سياسة انتهجتها المملكة ابتداء بهدف إجبار منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة الأميركية على الانسحاب من السوق".
ويمكن الاستدلال في ضوء رؤية هيسرت "على هذا النهج السعودي الأكثر صرامة من خلال بعض المشاهدات التي تؤكد وجوده فعلاً". فـ"في ديسمبر الماضي (2015م)، وافق السعوديون على استثمار 30 مليار ريال سعودي (أي حوالي ثمانية مليارات دولار) في مصر من خلال صناديق حكومية وسيادية، وذلك بهدف مساعدة مصر على اجتياز أزمة العملة الصعبة التي تمر بها"، بحسب هيسرت.
ويقول: "شق هذا الفرعون (السيسي) طريقه حتى الآن من خلال حرق مليارات الدولارات نقداً، وتمكن في هذه الأثناء من نبذ معظم الذين دعموه وأيدوا انقلابه ضد رئيس "الإخوان المسلمين" (أي محمد مرسي). ومع مرور الوقت، لن يتمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي من الاستمرار في لوم "الإخوان المسلمين" على حالة الفوضى التي تعيشها مصر. ولعل تزايد وتيرة النقد العلني في وسائل الإعلام عرض من أعراض السخط المتنامي في أوساط عشيرته الأقربين". وفي نهاية المطاف، "سيجد الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه خالي الوفاض من الأعذار، تماما كما وجد القذافي نفسه خالي الوفاض من الكلمات"، يستنتج هيرست.