الطريق إلى وظيفة تعليمية تحصل عليها المرأة في السعودية يبدأ من العمل في مناطق نائية، وهو أمر متعارف عليه، وقرار تعتمد عليه وزارة التربية والتعليم منذ سنوات طويلة في توظيف معلمات جديدات في مناطق نائية لعدة سنوات، قبل نقلهن بعد ذلك إلى مناطق مأهولة بالسكان أو في مناطق سكنهن.
وعرفت السعودية خلال السنوات الماضية حوادث مرورية مرعبة لمعلمات يعملن في مناطق نائية يضطررن فيها إلى قطع مسافات تتجاوز 200 كلم ذهابا وإيابا في كل يوم للحاق بأعمالهن، وهو أمر عادة ما تثيره هؤلاء المعلمات اللاتي قلن إنهن لا يحظين بمزايا مادية أو معنوية لعملهن المرهق، سواء في قطع الطرق الطويلة ذهابا وإيابا، أو اضطرارهن للانتقال للعيش في تلك المناطق.
وبحسب مصادر في وزارة التربية والتعليم، قالت لـصحيفة: "إنه لا جديد فيما يتعلق بقرار تعيين المعلمات الجديدات في مناطق نائية، وإن هذا القرار أصبح معروفا وتقليديا، وليست هناك مزايا للمعلمات، فهن يعاملن نفس معاملة المعلمين الرجال الذين يعملون أيضاً في مناطق نائية".
ويتداول السعوديون عادة صوراً تظهر المعاناة والمشقة اللتين تتعرض لهما المعلمات في تلك المناطق عند ذهابهن إلى مدارسهن، ومن بينها صورة معلمات يصعدن أحد سفوح الجبال راجلات، كما أن صورا أخرى ظهرت لمعلمات يكملن مشوار ذهابهن إلى مدارسهن على متن قارب يأخذهن إلى إحدى جزر فرسان في جيزان.
وعادت مصادر وزارة التربية والتعليم لتؤكد أنه لا توجد مزايا مادية ومعنوية يمكن أن تقدمها الوزارة للمعلمات، قائلة "إنه لا يمكن بقاء تلك المناطق بلا معلمات، لكن ما يواجه المعلمات من صعوبات في تلك المناطق يواجه المعلمين الرجال أيضاً".
وكانت دراسة محلية كشفت أن معدل حوادث المعلمات يصل إلى 6.2 حادث لكل 100 معلمة متنقلة بين القرى وخارج المدن السعودية، وهو العامل الرئيسي الذي يمثل كابوساً للمعلمات اللاتي يعملن في مناطق نائية، إضافة إلى عوامل أخرى تتمثل في صعوبة إيجاد مسكن، والتأقلم في العيش في تلك المناطق، وقطع مسافات طويلة في السير في طرق وعرة.
ولا توجد إحصائية ثابتة بعدد المعلمات في المناطق النائية اللاتي يعولن في كل فترة على مجموعة مقترحات اجتماعية ورسمية، من بينها تقليص أيام الدوام الرسمي لهن، وزيادة الحوافز المالية، وانتداب محارمهن للعمل معهن في تلك المناطق، وهي الاقتراحات التي لم يتم العمل أو إقرارها رسمياً حتى اليوم.