نبأ/ خاص – لا تهدف زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لأنقرة إلى مصالحة نهائية مع تركيا، بل هدفها “لم الشمل” والتزعم الإقليمي للحد من نفوذ إيران المتصاعد، والاستعداد لمرحلة ما بعد “التسويات” المفترضة في سوريا واليمن، والتي من غير المؤكد أنها ستترسخ طالما أن الرياض لا تقبل بهزيمة في هذين البلدين.
هي الزيارة الأولى للملك سلمان إلى تركيا منذ توليه العرش في السعودية. الحفاوة الكبيرة التي خص بها أردوغان الملك ليست شكلية فقط بل لها دلالاتها، ولعل أهمها أن الخلافات تنتهي عند المصالح الكبيرة التي تجمع البلدين في سوريا، فهي “لحظة مهمة في تاريخ العلاقات بين الدولتين اللذين يجمعهما الكثير من المصالح المشتركة من بينها الرغبة في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد”، وفقاً للكاتب البريطاني المتخصص في الشؤون الدولية، سيمون تيسدال، في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” يوم الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2016م ونقلته إلى العربية “بي بي سي”.
تسعى السعودية إلى حشد ما أمكنها من دعم إقليمي لمواجهة إيران التي تطور علاقاتها مع الدول الغربية من البوابة الاقتصادية، وتثبت في الوقت نفسه معادلات سياسية وميدانية أبرزها في اليمن وسوريا بوجه الرياض من دون أن تقفل الأبواب نهائياً معها. وتأتي زيارة الملك سلمان إلى أنقرة بعد تلك إلى القاهرة حيث وُقّعت اتفاقات اقتصادية مشتركة كان ختامها “المفاجأة” التي أعلنها الجانب المصري بأن جزيرتا تيران وصنافر سعوديتين.
ومن المنتظر أن يتجلى هذا التحشيد السعودي ضد إيران في القمة الـ13 لـ”منظمة التعاون الإسلامي” التي تعقد في أسطنبول، بعد وصول الملك سلمان إليها يوم الأربعاء، ولقائه مع إردوغان يوم الثلاثاء في أنقرة، الذي وصف ضيفه السعودي بأنه “ضمانة الاستقرار والأمن في المنطقة”، ومنحه “وسام الجمهورية”، أعلى وسام يقدم في تركيا. وهي القمة الرابعة بين الملك سلمان وإردوغان في أقل من 12 شهراً. كما أن التصعيد السعودي ضد “حزب الله” مرجح للانسحاب على أجواء القمة في إسطنبول.
ومن الملفات العالقة التي تريد الرياض حلّها هي العلاقة التركية – المصرية، وتليين موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من جماعة “الإخوان المسلمين” للتمهيد لـ”مصالحة” مع إردوغان الذي لم يعترف بشرعية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه.
ومن خلال علاقتها مع أنقرة التي يصفها الكاتب والمحلل السياسي السعودي أيمن الحماد، في مقال في صحيفة “الرياض” يوم الأربعاء، بأنها “تفاهم وتماهي كاملين”، وكذلك مواظبتها على “الهبات” لمصر، وتذليل بعض الشروط المصرية مثل ضرورة الاعتذار التركي، تنتظر الرياض فتح صفحة جديدة بين البلدين “المتخاصمين” كي يتسنى لها تدعيم ثقلها الإقليمي الذي ترى أن طهران تضعفه، بأن تجذب أنقرة كلياً إليها في سبيل هذا الهدف.