أخبار عاجلة

واشنطن تقلص عدد المستشارين العسكريين المشاركين في تنسيق الغارات على اليمن

واشنطن (رويترز) – قال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن الجيش الأمريكي سحب من الرياض مستشارين عسكريين كانوا يشاركون في تنسيق الغارات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن وإنه قلص بشكل كبير عدد المستشارين الذين يشاركون في تقديم المشورة للحملة من أماكن أخرى.

وقال اللفتنانت ايان ماكونهي المتحدث باسم سلاح البحرية الأمريكية في البحرين لرويترز إن أقل من خمسة عسكريين أمريكيين يعملون حاليا كامل الوقت في "خلية التخطيط المشترك" التي أنشئت العام الماضي لتنسيق الدعم الأمريكي بما في ذلك إعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو والتبادل المحدود لمعلومات المخابرات.

وأوضح المتحدث إن هذا العدد يقل كثيرا عن عدد العسكريين الذي بلغ في ذروته نحو 45 فردا جرى تخصيصهم كامل الوقت في الرياض ومواقع أخرى.

ويبدو أن سحب المستشارين -الذي يقول مسؤولون أمريكيون إنه يأتي بعد هدوء في الغارات الجوية في اليمن مطلع العام الجاري- سيخفض المشاركة اليومية للولايات المتحدة في تقديم المشورة للحملة التي تعرضت لانتقادات لتسببها في سقوط مدنيين.

وقال بيان لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن خلية التخطيط المشترك وفقا لما تم تصوره أصلا "أُهملت إلى حد كبير " وأن الدعم الحالي محدود على الرغم من تجدد القتال هذا الصيف.

وقال المتحدث باسم البنتاجون آدم ستامب في بيان إن "التعاون الذي نقدمه للسعودية منذ تصاعد القتال من جديد متواضع وليس شيكا على بياض."

وقال المسؤولون -الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم- إن تقليص عدد المستشارين العسكريين لا يرتبط بالمخاوف الدولية المتزايدة بشأن الضحايا المدنيين في الحرب اليمنية المستعرة منذ 16 شهرا والتي أدت إلى مقتل نحو 6500 شخص نصفهم مدنيون.

ولكن البنتاجون اعترف أيضا في بعض من أقوى لهجة له حتى الآن بمخاوف بشأن الصراع الذي دفع اليمن إلى شفا مجاعة وكلف البلاد أضرارا بالبنية التحتية والاقتصاد تتجاوز قيمتها 14 مليار دولار.

وقال ستامب "حتى مع مساعدتنا للسعوديين فيما يتعلق بوحدة أراضيهم فهذا لا يعني أننا سنحجم عن إبداء قلقنا بشأن الحرب في اليمن وكيفية شنها.

"خلال مناقشاتنا مع التحالف الذي تقوده السعودية أكدنا ضرورة تقليل عدد الضحايا من المدنيين."

وامتنع اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية عن تأكيد التفاصيل بشأن نقل مستشارين عسكريين أمريكيين لكنه قلل من أهمية مثل تلك الإجراءات.

وقال عسيري لرويترز إن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة استراتيجية وإن الإجراء يتصل بأمر "على المستوى التخطيطي".

وأضاف المتحدث السعودي أن الولايات المتحدة ربما تجري تغييرا في المواقع لكن ذلك ليس له تأثير على العلاقة المشتركة بين البلدين.

ومنذ انطلاق الحملة يقوم الجيش الأمريكي بطلعتين يوميا في المتوسط لتزويد طائرات التحالف بالوقود ويقدم للتحالف دعما محدودا في مجال معلومات المخابرات. وقال المسؤولون إن هذه المساعدة مستمرة.

ومع ذلك نأي البنتاجون بنفسه عن قرارات التحالف الذي تقوده السعودية بشأن الأهداف التي يقصفها.

وقال ستامب "لم يقدم العسكريون الأمريكيون في أي مرحلة موافقة صريحة أو ضمنية لاختيار الأهداف أو متابعتها."

وقال البنتاجون إن خلية التخطيط المشترك أنهت أيضا إلى حد كبير محاولة سابقة لتقديم المشورة للائتلاف الذي تقوده السعودية بشأن خطوات الحيلولة دون وقوع ضحايا من المدنيين.

وذكر تقرير سنوي للأمم المتحدة عن الأطفال والصراعات المسلحة أن التحالف الذي تقوده السعودية يتحمل المسؤولية في 60 في المئة من وفيات وإصابات الأطفال في اليمن العام الماضي. وقالت السعودية إن التقرير يعتمد على معلومات غير دقيقة.

وقصفت غارة جوية للتحالف يوم الثلاثاء مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود في اليمن مما أدى لمقتل 19 شخصا ودفع المنظمة لإجلاء موظفيها من ستة مستشفيات. وأرجعت المنظمة إجراءاتها إلى "فقدان الثقة في قدرة التحالف الذي تقوده السعودية على منع وقوع هجمات فتاكة."

وقال النائب الديمقراطي تيد ليو وهو ضابط برتبة كولونيل في قوات الاحتياطي بسلاح الجوي الأمريكي إنه يعتقد إن مثل هذه الهجمات قد تساعد في تعزيز الأصوات للحد من إرسال أسلحة إلى السعودية.

وأضاف"عندما تكرر غاراتها الجوية التي تقتل الآن أطفالا وأطباء ومرضى فعليك أن تقول في مرحلة ما: إما أن السعودية لا تصغي للولايات المتحدة أو أنها لا تهتم."