القاهرة (رويترز) – قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الخميس إن وقف شحنات البترول السعودية لمصر لم يكن مرتبطا بتصويتها على مشروعي قرارين في مجلس الأمن خاصين بسوريا.
وقال في ندوة نظمتها القوات المسلحة بمناسبة مرور 43 عاما على حرب اكتوبر تشرين الأول مع إسرائيل إن وقف الشحنات يخص اتفاقا تجاريا تم توقيعه في إبريل نيسان خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر.
وجاء في كلمة الرئيس المصري في الندوة التي بث التلفزيون الرسمي وقائعها بعد ساعات من عقدها "هذا اتفاق تجاري تم توقيعه في ابريل (نيسان) الماضي."
وأضاف "إحنا خدنا الإجراءات المناسبة ومفيش عندنا (حاليا) مشكلة في (إمدادات) البترول."
وتابع "تصويتنا في مجلس الأمن على (مشروع) القرار الروسي وعلى (مشروع) القرار الفرنسي واحد… القرارين كان فيهم فقرة بتدعو إلى وقف إطلاق النار يعني هدنة والسماح بإدخال المساعدات للمواطنين اللي بيعانوا.
"إحنا بصينا لدا (التصويت) من المنظور دا فقط."
وصوتت مصر وهي عضو غير دائم في مجلس الأمن يوم السبت تأييدا لمشروع القرار الروسي وهو ضد المعارضة السورية المدعومة من السعودية ودول عربية أخرى في الخليج. كما صوتت تأييدا لمشروع القرار الفرنسي.
وفشل مشروع القرار الروسي في الحصول على النصاب الكافي للصدور كما أحبط حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته روسيا مشروع القرار الفرنسي.
ويوم الاثنين قال مسؤول حكومي في مصر لرويترز إن شركة أرامكو السعودية أبلغت الهيئة العامة للبترول المصرية في مطلع اكتوبر تشرين الأول بالتوقف عن إمدادها بالمواد البترولية.
وكانت السعودية قد وافقت في ابريل نيسان على إمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين أرامكو والهيئة المصرية العامة للبترول جرى توقيعه خلال زيارة العاهل السعودي.
وأمس الأربعاء هوى الجنيه المصري أكثر من عشرة في المئة في السوق الموازية إلى مستويات منخفضة لم يسبق لها مثيل خلال الأسبوع الأخير بعد التعليق المفاجئ للمساعدات النفطية السعودية بما أثار المخاوف من خلاف سياسي عميق بين الدولتين العربيتين قد يقطع شريان إنقاذ مالي تشتد حاجة الحكومة إليه.
وقال متعاملون في السوق السوداء إنهم باعوا الدولار بسعر 15 جنيها أمس الثلاثاء مقارنة مع 14.20-14.25 جنيه قبل أسبوع. لكن عددا من المستوردين أبلغوا رويترز أمس الأربعاء بأنهم دفعوا ما بين 15.20 و15.68 جنيه لتدبير الدولارات وسط نقص حاد وتهاو في الثقة.
كان متعاملون أبلغوا رويترز الأسبوع الماضي أن الهيئة المصرية العامة للبترول اضطرت إلى الإسراع بزيادة مناقصاتها رغم نقص الدولار وتنامي المتأخرات المستحقة لمنتجي النفط.
وقال مسؤول حكومي إن هيئة البترول تنوي تخصيص أكثر من 500 مليون دولار هذا الشهر لشراء المنتجات البترولية.
واستبعد السيسي أن يكون هناك أثر سلبي لتوقف الإمدادات النفطية على العلاقات مع السعودية. وقال "علاقتنا مع أشقائنا علاقة قوية وراسخة." لكنه أضاف أن هناك محاولة للضفط على مصر. وقال "مصر لن تركع… حنركع لله وغير كدا مش حينفع."