السعودية/ نبأ – تحت عنوان السعودية و«داعش»: من الدعم إلى استشعار الخطر!؟ تحدث الخبير العسكري والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني أمين حطيط متناولاً نشأة السعودية على المزاوجة بين العقيدة الوهابية وسيف عبد العزيز برعاية بريطانية وبعدها العمل على زرع فكر تكفيري يقود إلى العداء المستمر في المنطقة.
الباحث الإستراتيجي المعروف في أوساط أكاديمية، اعتبر أن “الوهابيين وجدوا في قطر مكانا لعملهم بعد التصادم مع السعوديين كما وجدت السعودية بأن دفع الحركة الوهابية المعترضة إلى خارج المملكة وإشغالها بملفات بعيدة عن النظام من الممكن أن يصب في صالحها”.
ورأى حطيط أن “المملكة عمدت إلى التمييز بين الداخل والخارج، وذلك على أن يكون الداخل تحت سيطرة حكم آل سعود بينما تدعم الحركة الوهابية الخارجية بكل السبل كما أن أميركا وجدت في الوهابية كنزا تستفيد منه في الميادين العالمية التي لا يدخل لها جيشها”.
وأشار حطيط إلى “إغتنام أميركا للفرصة وإنتاج بيئة القاعدة وتسهيل نموها كما اعتنت السعودية وقطر بتمويله ليكون التنظيم إبن الجميع، وذلك على نحو ما تم مع دفع التنظيم ونجاحه في مواجهة الشيوعية في أفغانستان”.
وبعد احتلال أميركا للعراق عمل التنظيم بحسب رأي الكاتب على “إنتاج بيئة التقسيم واللااستقرار بما يناسب المشروع الصهيوأميركي في المنطقة، وأنشأ له فرعاً بالعراق ساهم في تقسيمه بما يتناسب مع المصالح السعودية لتُكمل دعمها له”.
ومع الإصرار السعودي على إسقاط النظام في سوريا رأى الكاتب أن “المملكة دعمت تنظيم القاعدة في إنشاء فرع جبهة النصرة الذي هدف إلى إقامة الدولة الإسلامية بقيادة عليا أميركية وتمويل إقليمي سعودي قطري تركي”، بحسب ما رأيه.
ومع الفشل الميداني لجبهة النصرة توجه تنظيم الدولة في العراق إلى سوريا فعمد إلى مواجهة التنظيمات المسلحة وتمدد هناك ليفرض نفسه مما شجع الدول على تكثيف الرعاية والدعم.
ومع المراوحة في سوريا اعتبر حطيط أن “المملكة لجأت إلى مسرحية الموصل بهدف تهديد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.إلا أن وصول الأمور حد إعلان الدولة ذات البعد العالمي بات يهدد المملكة وينازعها”.
“ومع استغناء التنظيم عن الدعم السعودي شعرت السعودية بالخطر للمرة الأولى منذ إنشائها للقاعدة خاصة مع وجود خلايا نائمة وهابية داخلها واستعداد لدى بعض رجال الدين للقيام ضد النظام”.
وانتهى الكاتب إلى التساؤل إن كانت المملكة ستجد مصلحتها في التصدي لدولة الإرهاب قبل تعاظم خطرها عليها أم سترى في السياسة السابقة بدعمها وتقديم الأموال لها اتقاء لشرها حلاً أفضل؟
(تقرير: دعاء محمد)