اليمن/ نبأ- لاقت خريطة الطريق التي طرحها المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، لاقت ترحيباً من بعض الأعضاء في التحالف، لكنها لا تزال قيد الدرس في السعودية، حيث تستمر المملكة في صمتها حول ما اذا كانت موافقة على إنهاء الأزمة اليمنية التي بدأتها أم لا.
وفي تطور وتصعيد مفاجئ من قبل الإمارات، سارعت الأخيرة في تبنيها وقبول الخريطة من دون الاستماع والتشاور مع شقيقتها السعودية.
وحتى اللحظة لم توضح الإمارات موقفها الرسمي مما يدور من اتهامات حول تبنيها تقسيم جنوب اليمن، خاصة بعد تصريحات لمسؤولين قريبين منها حول الانفصال وإعلان الجنوب دولة مستقلة. وما يمكن ملاحظته أيضاً تكريس وسائل الإعلام الإماراتية تغطيتها عن اليمن لإبراز قضية الانفصال والتعامل معها كأمر واقع، في خطوة تدل على محاولة إقناع الرأي العام بأن اليمن ذاهب إلى الانفصال الوشيك، وهو ما لا يتطابق مع ما تريده الشقيقة الكبرى.
الإمارات من جهتها جاهرت مبكراً بالموافقة على خريطة الطريق التي طرحها المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش.
قرقاش نقل دعم الإمارات للحل السياسي في اليمن، مؤكداً أن هدف الحل السياسي تغليب مصلحة اليمن واستقرار المنطقة، وأن الخيارات البديلة مظلمة، مشيراً إلى أن خطة الطريق تمثل حلاً سياسياً للأزمة اليمنية.
ويرى مراقبون استراتيجيون أنه وعلى الرغم من الاتفاق الوطيد بين السعودية والامارت والتقاسم المشترك، فإن التباين بين الدولتين لم يعد حصراً على الدوائر المغلقة بينهما، بل أصبح ظاهراً ويجد له طريقاً واسعاً للتعبير. ويأخذ الاختلاف مداه في الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تتيح للطرفين التعبير عن مواقفهما من دون أن تحمل مسؤولية التبعات للمسؤولين في البلدين.
خريطة طريق ولد الشيخ تتوافق مع الموقف الإماراتي لناحية عدم مقاربتها بأي شكل للقوات الأجنبية التي تنتشر في الجنوب اليمني، وهذا يتناغم مع مطلب أبو ظبي البقاء في الجنوب اليمني بما يحقق لها طموحها في التوسع في النطاقين الخليجي والإقليميي. في حين أن النخب الجنوبية تدرك أن هدف الإمارات هو مسك الجنوب وتعطيل دوره وموقعه الاستراتيجي لمصلحة الإمارات.
إذا وبعد مرور عشرين شهرا على بدء العدوان السعودي على اليمن والذي بدأ في 26 من مارس 2015، ظهرت الخلافات العميقة بين السعودية والإمارات، وخلال الفترة السابقة ظل الجانبان ينكران حقيقة تعارض المصالح بينهما، لكن ما حدث خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة أكد مدى عمق الأزمة بين البلدين الخليجيين على الساحة اليمنية.