أبوظبي/ نبأ- فيما كان الجميع ينتظر موقف الرياض من خريطة الطريق الدولية للسلام في اليمن، أعلنت الإمارات سريعاً مواقفتها عليها متجاهلة موقف الرياض منها، في خطوة قد تضعف موقف السعودية التي تقود تحالف العدوان. ما يعيد الحديث عن خلافات سعودية إماراتية على النفوذ في اليمن إلى الواجهة.
منذ أن سيطرت قوات تحالف العدوان على جنوب اليمن قبل أشهر، بدأ الحليفان السعودي والإماراتي بالتنازع على السلطة هناك وبات إقصاء أحدهما للآخر هدفاً بعينه للسيطرة على السلطة في الساحة الجنوبية مستخدمين أدواتهما اليمنية لشن معاركهما السياسية في الجنوب.
سريعا وافقت الإمارات على خطة المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد من دون الوقوف عند رأي الرياض أو موقفها أو أهدافها المقبلة. رد إماراتي سياسي على محاولة تحجيم دورها في اليمن وتجريدها من أي ممارسة فعلية في إدارة المحافظات الجنوبية.
في الجنوب اليمني تصارع أبوظبي بقسوة لتثبيت بقائها. هناك تحتضن السعودية حزب الإصلاح الإخواني عدو الإمارات التاريخي، وتدعمه مالياً، وتوفر له تسهيلات ميدانية، وتمكنه من بسط النفوذ والسيطرة في الجنوب، كما أنها تؤمن لقادته ملاذاً آمناً على أراضيها، ومنطلقاً لممارسة نشاطهم في اليمن عموماً والجنوب خصوصاً.
كما أن الساحة الجنوبية شهدت مؤخرا توتراً سياسياً بين طرفي النزاع المحسوب على الإمارات ممثلة في محافظ عدن عيدورس الزبيدي، من جهة، وبتحالف هادي وحزب "الإصلاح" من جهة السعودية، على خلفية السيطرة على السلطة. تسعى السعودية لفرض نفوذها في الساحة الجنوبية، مستفيداة من الحضور القوي والعميق لأدواتها اليمنية في مؤسسات الدولة.
كذلك فإن الأنشطة الرسمية التي أقامها التحالف تأييداً لمخرجات الحوار الوطني الذي انبثقت عنه الأقاليم الستة لليمن، ومنها تقسيم الجنوب إلى إقليمين أحرجت الحكوميين الذين كانوا في الحراك الجنوبي سابقاً، والمحسوبين على الإمارات حالياً وأظهرتهم بعيدين عن رأي القاعدة الشعبية في الجنوب.
برأي مراقبين أن نفوذ الإمارات في اليمن ينحصر بعدد من المحافظين، أبرزهم محافظ عدن وبعض الموظفين والضباط. لكن أبوظبي تحاول التعويض عن خسارتها بالتوجه إلى محافظات أخرى كما في حضرموت والمكلا حيث تواجه هناك أيضا غريمها التاريخي حزب الإصلاح الإخواني.