رغم نفي مصر إرسلها ضباطاً إلى سوريا، تتجه العلاقات بينها وبين الرياض إلى المزيد من الخلافات ترتسم صورتها في المواقف من ملفات المنطقة المشتعلة.
دعاء محمد
على وقع التصريحات الأخيرة والإشاعات حول إرسال قوات مصرية إلى سوريا، تتخذ الخلافات بين الرياض والقاهرة مساراً تصاعدياً.
التناقض في الرؤية حول عدة ملفات أبرزها السورية والعراقية والليبية، كرسه الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أقر مؤخراً أن بلاده تدعم الجيوش النظامية، إلا أن صمته حول الملفات الأخرى وعلى رأسها اليمني الملتهب وجه الانظار نحوه.
وعلى الرغم من أن القاهرة تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن، من خلال تأمينها السواحل إلا أنها لم تشارك بفعالية في العدوان ولم تدخل في مواجهات مباشرة.
وكذلك الأمر على الصعيد السياسي، حيث أن القاهرة لم تعمد إلى مهاجمة صنعاء، كما أنها سمحت للإعلام أكثر من مرة بإثارة شكوك حول جدوى المشاركة في العدوان. إضافة إلى أن مصر إستقبلت وفوداً يمنية من كافة الأطراف..
مراقبون أشاروا إلى أن السيسي يحاول من خلال إتباع سياسة متوازنة في القضية اليمنية أن يبقي على شعرة الصلح مع الرياض التي باتت تحتاج إلى كل الدعم للحد من النيران التي أشعلتها من خلال العدوان.
وبعيدا عن الملف اليمني الذي بات بيضة القبان في العلاقات بين السعودية ومصر، يحاول نظام السيسي إثبات قدرته على تخطي أي ضغوطات كالتي عمدت إليها الرياض من خلال إيقاف الإمدادات البترولية.
هذه السياسة تجلت في القمة الأفريقية العربية الأخيرة التي أصر السيسي على حضورها رغم إنسحاب السعودية ومعها ثمان دول أخرى على خلفية مشاركة جبهة البوليساريو وإعتراض المغرب.
محللون أكدوا ان السيسي أراد من خلال حضوره التأكيد على أن بلاده قادرة على إيجاد بديل على الصعيد السياسي أو الإقتصادي. وفي المقابل، فإن كل من القاهرة والرياض يريدان الحفاظ على خط عودة في منطقة تحكمها التغيرات والمفاجئات.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس تحرير جريدة العربي المصرية ماجد بسيوني، انه كلما اقتربت العلاقة بين مصر وسوريا، يقوم آل سعود بإشعال فتيل في هذه العلاقات.
وفي تصريح لوكالة تسنيم الإيرانية، أشار بسيوني إلى إن العلاقات السورية المصرية ليست وليدة اليوم بل هي علاقات مؤصلة عبر التاريخ. وحول السياسات السعودية تجاه القاهرة لفت الإعلامي المصري إلى إن السعودية استغلت ما جرى في مصر من انتفاضة ضد حكم الأخوان المسلمين، وأرادت ثمنا لدورها الذي لعبته من خلال تقديم المساعدات الإقتصادية بعد وصول السيسي إلى الحكم.
إلى ذلك، نقلت صحيفة الزمان العراقية عن مصدر وصفته برفيع المستوى قوله، أن الجهود المبذولة للمصالحة بين السعودية ومصر لم تصل بعد إلى إزالة الخلافات بين البلدين بصوره كاملة.
وعزا المصدر هذا الفشل إلى رفض القاهرة مجددا طلب السعودية إرسال قوات مصرية برية إلى اليمن، بعد تراجع الدعم الأميركي للسعودية وتعرض الرياض لتراجع نسبي من بعض دول التحالف.
إلى ذلك، كشفت مصادر من داخل الدعوة السلفية إن الأخيرة تلقت دعما سعوديا فيما يتعلق بمحاربة ما يمسى بالمد الشيعى وحقوق الأقباط . وفسرت المصادر تلقي الدعوة السلفية دعماً سعودياً، بأنه رغبة من الرياض لتشكيل عنصر ضاغط على النظام المصرى فى ضوء الخلافات بين البلدين.