أحيا أهالي العوامية في المنطقة الشرقية من السعودية الذكرى الثانية لشهداء مجزرة السبت الدامي الذين ارتقوا بنيران آل سعود، في وقت لا تزال السلطات مستمرة في ظلمها وطغيانها ضد أبناء المنطقة.
سناء ابراهيم
إنها آخر الكلمات التي نطقها أحد الشهداء الخمسة الذين ارتقوا في حادثة السبت الدامي، الجريمة التي ارتكبتها السلطات السعودية في العوامية شرق المملكة في السابع والعشرين من صفر في العام 1436 هجري.
علي أبو عبد الله، ورضا البندري، وحسن المصلاب، وعبد الله المداد، والطفل ثامر آل ربيع، خمسة فتيان سقطوا بنيران قوات الأمن السعودية، خلال مداهماتها للبلدة بنحو عشرين مدرعة أطلقت نيرانها بشكل عشوائي على مدى ثمانية ساعات متتالية.
سيناريو السلطات بدأ مع تعرض أحد الجنود لاطلاق نار على احدى نقاط التفتيش في حي الناصرة بالقطيف، واتهمت أبناء العوامية بالحادثة، إلا أن الأهالي القريبين من الموقع نفوا مزاعم السلطات، غير أن الأخيرة أبت الا أن تستكمل وحشيتها وترد على الهجوم بمدرعاتها العسكرية ورصاصها الحي، وقنابلها الحارقة التي ألقتها على احدى المزارع اثناء تواجد الشبان الشهداء بداخلها ما أدى إلى إحراق بعض منهم، ومن ثم استكملت هجومها الوحشي بالرصاص الحي، فقضى خمسة شهداء وعشرات الجرحى، حيث نقلتهم السلطات جميعهم إلى المستشفى العسكري في الظهران، قبل تسليمهم إلى ذويهم.
وتنديداً بالهجوم الوحشي، خرج أهالي العوامية في تشييع الشهداء الخمسة ثاني أيام استشهادهم مرددين الهتافات المنددة بالجرائم المتكررة للسلطات بحق أبناء المنطقة، وطالبوا برفع الظلم والسياسة البوليسية عن المنطقة الشرقية.
وعلى الرغم من التنديدات الاستنكارات الحقوقية على الجريمة إلا أن القوات الأمنية فرضت حصاراً على البلدة، وأقامت نقاط تفتيش عسكرية عند مداخلها، ولا تزال السلطات تمارس استهدافها القمعي ضد أبناء المنطقة حتى اليوم.