انعكس خلاف محمد بن سلمان مع هيئة كبار العلماء المسلمين في الأوامر الملكية الأخير التي أفرزت وجوها جديدة في الهيئة، ما أثار قلق علماء الدين المتشددين من تصدع في وحدة الخطاب الوهابي لصالح ولي ولي العهد.
هبة العبدالله
تغييرات جديدة ألحقتها الأوامر الملكية الأخيرة بهيئة كبار العلماء المسلمين التي تعد السلطة الدينية الأعلى في المملكة. من بين رجال الدين الجدد الذين تم اختيارهم لعضوية الهيئة من يشق طريقاً جديداً فيها يعارض موقف نظرائه التقليديين.
إثنان من بين الأعضاء الأربعة الجدد يعرفهم السعوديون بشكل جيد. محمد العيسى وسليمان أبا الخليل. شخصيات معروفة بمواقفها الدينية والسياسية المثيرة للجدل حول الكثير من القضايا.
أثناء تولي محمد العيسى منصب وزير العدل في الفترة الممتدة من عام 2009 حتى عام 2015 تمكنت السعوديات وللمرة الأولى في تاريخ المملكة من الحصول على ترخيص مزاولة مهنة المحاماة.
منح المرأة السعودية حقوقاً مشابهة لما تتمتع به النساء في باقي دول العالم دفع تيار المحافظين الجدد لتوجيه جملة من الانتقادات الواسعة للعيسى واتهامه بتشجيع الاختلاط المحظور في المملكة.
لكن اسم سليمان أبا الخليل رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود ليس أقل جدلاً من سابقه، وهو المتهم بمحاربة تزايد نفوذ رجال الدين خلال العقدين الماضيين وهيمنتهم على كثير من مناحي الحياة الاجتماعية في المملكة.
يرى أنصار تيار الصحوة في محمد العيسى، الوهابي الذي يشجع الإصلاح داخل الأسرة الحاكمة. وهؤلاء تقلقهم العضوية الجديدة لسلمان أبي الخليل صاحب الأفكار الليبرالية الذي لم بجد حرجا في اتهام العلماء بإفساد عقول الشباب السعوديين.
ورغم أن العدد الأكبر من أعضاء الهيئة المتشددين ظلوا في مناصبهم وبينهم أسماء وجدت منذ تأسيس الهيئة قبل نحو 47 عاما إلا أن إدخال آراء جديدة من خط مخالف لثوابت الخطاب الديني لهيئة كبار العلماء أثار المخاوف من تغيير تدريجي يطال الهيئة تماشيا مع ما تتطلبه رؤية 2030.
يتماهى الإسمان الجديدان مع خطاب ولي ولي العهد الذي يشجع على إحداث تغييرات جوهرية في القوانين المحلية لا سيما في القضايا المتعلقة بحقوق المرأة والحياة العامة داخل المجتمع في موقف لا يتقاطع مع الخطاب المتشدد لهيئة كبار العلماء. نقطة إضافية في صالح الأمير الشاب تمهد له الطريق إلى العرش.