منذ بداية الحرب السورية، رفع دعاة ومنظرون صوتهم دعماً للجماعات الإرهابية، ومع تحرير مدينة حلب عادت الأصوات بمزيد من الحقد والطائفية.
ويعدُّ الانتصار الكبير الذي حققه الجيش السوري خلال فترة وجيزة في حلب، واسترجاعه لعاصمة الشمال، نقلة جوهرية في مسار الحرب السورية، حيث تعتبر مدينة حلب ثقل سوريا لأهميتها السياسية كورقة تفوّق ميدانية كبيرة خلال المفاوضات السياسية الدولية، الأمر الذي يفسر سبب الدفع بثقل عسكري كبير لاستعادتها.
وعلى وقع هزيمة الجماعات المسلحة واعتراف الفصائل المحاصرة في ما تبقى من أحياء حلب بالهزيمة كليا، بما فيها “جبهة النصرة”، علت أصوات شيوخ الوهابية الذين دعموها منذ بدايتها بطلب النجدة.
فقد لجأ عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى وعضو “رابطة علماء المسلمين” محمد البراك مجدداً إلى لغة الحقد والطائفية، مهاجماً في تغريدة له على “تويتر” من أسماهم بـ”الروافض”، متهماً إياهم بـ”قتل المسلمين”.
وذهب الداعية السعودي بقوله إلى أبعد من المعارك المستعرة في حلب مهاجماً المقدسات الدينية، فدعا إلى “هدم الحسينيات”، معتبراً أنها “المسؤولة عن ما يحدث” في سوريا.
بدوره، طالب الداعية الكويتي مشاري العفاسي الدول الإسلامية بالضغط على المجتمع الدولي من أجل ما اعتبر أنه “إنقاذ لحلب”. أما الداعية وسيم يوسف، فرأى أنه “يجب اللجوء إلى الدعاء وأن لا خيار آخر من أجل نصرة المدينة السورية من سيطرة الجيش”.
ونشر الداعية السعودي عائض القرني، الذي إشتهر بفتاواه الداعمة للجماعات الإرهابية منذ بداية الحرب في سوريا، تغريدة على “تويتر” ادعى فيها أن تحرير مدينة حلب “جريمة بشعة”، كما نشر دعوات نصرة لأهلها.
أما رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” يوسف القرضاوي الذي دعا إلى الجهاد في سوريا مقابل تحريمه في فلسطين، كان من أبرز المنظرين لما وصلت إليه الأزمة السورية، داعياً إلى نصرة أهالي مدينة حلب.
نجح النظام السوري وحلفاؤه، بعد سنوات من الحرب، في طرد الإرهابييين واستعادة مدينة حلب، ولم يعد يمتلك داعميهم سوى المناشدات ولغة الحقد والطائفية التي كانت سلاحهم منذ البداية.