يظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ساعياً إلى علاقات إقليمية ودولية تخرجه من العباءة السعودية

حمامة سعودية إلى القاهرة لا تقوى على الاقلاع

كشف عطل فني بطائرة سعودية خاصة في مطار القاهرة الدولي عن زيارة سرية لوفد سعودي رفيع المستوى لمصر تمت، يوم الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول 2016م، في توقيت يشهد خلافات حادة بين القاهرة والرياض. وقال مصدر ملاحي في مطار القاهرة إن عطلاً فنياً تسبب في عودة طائرة سعودية خاصة بعد إقلاعها من المطار بنصف ساعة وذلك لصعوبة استكمال الرحلة إلى الرياض مع وجود العطل.

تقرير سهام علي

فيما تتجه العلاقات المصرية ــ السعودية إلى مزيد من الاحتقان، حطّ في القاهرة، وفدٌ سعوديٌ من أربعة أشخاص، برئاسة المستشار في الديوان الملكي السعودي تركي بن عبد المحسن آل الشيخ، هذا ما أكده مصدر ملاحي في مطار القاهرة، مفضلاً عدم ذكر اسمه.

زاد في الملفات الشائكة بين القاهرة والرياض الرد السعودي القاسي على تصويت مصر لمصلحة مشروع قرار روسي في مجلس الأمن بشأن سوريا، حيث أوقفت المملكة إمداد مصر بالمواد النفطية، في ظل وضع اقتصادي حرج. مثّل هذا الردٌ رسالة أرادت الرياض إيصالها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي مفادها أنّ السعودية لا تقبل بأية علاقة مبنية على أسس استراتيجية، إنما تريد تبعية مطلقة.

بقدر ما ينظر السيسي بعين الريبة إلى الداخل المصري الهش، ينظر بعين التفاؤل إلى الخارج، حيث تطبخ التسويات الدولية على نار هادئة بين الأقطاب، روسيا وأميركا وإيران وتركيا، على وقع هزّة فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بما يحمل من أفكار ونهج وتصريحات أدلى بها خلال حملاته الانتخابية.

ومع سقوط السعودية في مستنقع العجز الاقتصادي، واتباعها سياسات معاكسة لتوجهات واشنطن الجديدة، ما كان من القاهرة إلاّ أن مهدت طريق العودة إلى موقع يمكنها من خلاله تحقيق طموحاتها اقليمياً، من بينها ما دعا إليه السيسي مراراً من حماية الأنظمة ومحاربة الإرهاب وتشكيل قوة عربية مشتركة وغيرها.

سمح بازار التسوية في سوريا للقاهرة الدخول من باب ضرورة محاربة الارهاب والبحث عن حل سياسي، وهو الأمر نفسه الذي خرج به الاجتماعي الثلاثي في موسكو الذي ضم روسيا وتركيا وإيران، وهو التقاء يمهد الطريق الآمنة، على الرغم من رفض السعودية المطلق لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. إلا أنّ رغبة ترامب بالقضاء على الجماعات المسلحة في سوريا وتمهيد الطريق للحل السياسي كانت كافية بالنسبة إلى القاهرة بالسير في هذا الاتجاه.

تسير تركيا ومصر الآن في طريق واحد يمتد من سوريا إلى العراق برعاية روسية أميركية. لا يمكن لزيارة الوفد السعودي السرية إلى القاهرة، مهما قدمت من التنازلات، استعادة مصر من التيار الدولي الذي يسحبها، ولكن السؤال، هل يسحب التيار السعودية نحو حلبة التسويات؟