دبي (رويترز) – قال مندوبون لدي أوبك إن من المستعبد أن تحقق المنظمة تخفيضات الإنتاج المستهدفة كاملة رغم أن السعودية قالت إنها قلصت الإنتاج بأكثر مما تعهدت به لكن الامتثال بنسبة 80 بالمئة سيكون أمرا جيدا وحتى إذا ما بلغ 50 بالمئة فسيظل مقبولا.
وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول إنتاجها 1.2 مليون برميل يوميا إلى 32.50 مليون برميل يوميا من أول يناير كانون الثاني. وتعتزم روسيا ومنتجون آخرون غير أعضاء في المنظمة خفض إنتاجهم نصف ذلك المقدار.
وتقلص أوبك والمنتجون المستقلون إنتاجهم للتخلص من تخمة عالمية في الإمدادات ودعم الأسعار البالغة 56 دولارا للبرميل والتي تقل النصف عن مستوياتها في منتصف 2014 مما يلحق ضررا بإيرادات الدول المصدرة.
وقال مصدر في أوبك "الامتثال لن يكون بنسبة 100 بالمئة.. لا يكون كذلك أبدا". وأضاف أن بلوغ المعدل الإجمالي للالتزام بين 50 و60 بالمئة سيكون جيدا بما يكفي بناء على مستويات الامتثال السابقة.
وقالت السعودية – أكبر بلد مصدر للنفط في العالم – والكويت يوم الخميس إنهما خفضتا الإنتاج بأكثر مما تعهدتا به. وقالت الكويت إنها فعلت هذا كي تضرب مثلا يحتذى به. وتترأس الكويت لجنة لمراقبة امتثال الدول لخفض الإنتاج تجتمع في 22 يناير كانون الثاني.
لكن لأوبك ككل سجلا من عدم الالتزام بالاتفاقات وقد أثبتت التجربة أن التعهدات السابقة من المنتجين غير الأعضاء في أوبك بخفض الإنتاج رمزية إلى حد كبير. والامتثال طوعي نظرا لأن أوبك لا تملك آلية لإنفاذ الاتفاقات بشكل جبري.
كان وزير النفط الكويتي عصام المرزوق قال يوم الخميس إن الالتزام بالاتفاق بلغ أكثر من 60 بالمئة بناء على إعلانات الدول المنتجة حتى الآن.
وفي المرة الأخيرة التي خفضت أوبك فيها الإنتاج عام 2009 بعد اتفاقات أبرمت في العام السابق حققت في البداية 60 بالمئة من الخفض وبلغ الامتثال الذروة عند معدلات أعلى وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية ومحللين آخرين يرى بعضهم أن هذا المعدل كان هدفا معقولا في ذلك الوقت.
كان دانيال جربر من بترو-لوجيستكس وهو استشاري يعمل في تقييم إمدادات أوبك عبر تتبع ناقلات النفط قال لرويترز في ديسمبر كانون الأول "سنرى التزاما بنسبة بين 60 و70 بالمئة مجددا."
وفاق خفض 2009 ما حققته أوبك في انهيارات سابقة للأسعار مثل ما حدث خلال أواخر التسعينيات حينما لم تحقق الدول في البداية ما تعهدت به. ويبلغ المتوسط التاريخي لمعدل التزام أوبك 60 بالمئة وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وقال مندوب آخر لدي أوبك "الطبيعي لأوبك أن الامتثال الجيد يقترب من 80 بالمئة… لن يكون 100 بالمئة."
مخاوف الامتثال
بلغ الامتثال لتخفيضات أوبك في 2009 مستوى الذروة عند نحو 80 بالمئة وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية. كان هذا كافيا للمساهمة في دعم ارتفاع أسعار النفط الذي بدأ عام 2009 عند مستوى 46 دولارا واستقر عند 69 دولارا بنهاية يونيو حزيران من ذلك العام.
وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة من الخفض السابق لأوبك أظهرت السعودية وحلفاؤها الخليجيون أعلى مستوى من الالتزام. وسجلت المملكة خفضا أكبر مما توجب عليها حينئذ وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية لذا فإن التاريخ ربما يعيد نفسه في 2017 إذا ما تحققت تعليقات المملكة يوم الخميس.
تأتي بعد ذلك الجزائر التي نفذت معظم تعهداتها. وبلغ التزام فنزويلا 69 بالمئة ليفوق التزام أنجولا وإيران اللتين حققتا أقل من نصف تعهداتهما بالخفض.
وفي حين من المتوقع بحسب المحللين هذه المرة أن يرتفع امتثال الأعضاء الخليجيين في أوبك فإن مصادر بالقطاع والمنظمة لا تتوقع مستوى امتثال مماثلا للمنظمة ككل.
وقال مصدر بالقطاع مطلع على محادثات خفض الإنتاج العالمي "هناك مخاوف من أن فنزويلا والعراق لن يلتزما بالتخفيضات" مضيفا أن روسيا تبدو ملتزمة بالاتفاق.
كان العراق – الذي قاوم في البداية الانضمام إلى الخفض – قال هذا الأسبوع إنه يخفض الإنتاج. وقالت فنزويلا التي تعاني من أزمة سيولة إنها تعتزم القيام بالمثل. وفنزويلا سعت بقوة تجاه إبرام الاتفاق عالمي لخفض الإنتاج.
وقالت مصادر بالقطاع لرويترز إن روسيا خفضت إنتاجها 100 ألف برميل يوميا في الأيام الأولى من يناير كانون الثاني. ويرجع هذا الخفض أو على الأقل جزء منه إلى انخفاض درجات الحرارة أكثر من المعتاد في سيبيريا مما أجبر منصات النفط على تقليص العمليات أو وقفها.
وقد يقوض النمو المحتمل للإنتاج في ليبيا ونيجيريا المستثنيتين من الاتفاق الخفض في أماكن أخرى. وزاد الإنتاج في كلا البلدين في ديسمبر كانون الأول رغم أن إنتاج أوبك ككل تراجع.
وقال جربر من بترو-لوجيستكس "إذا جرت الأمور على ما يرام في تلك الدول فسيكون من الصعب تماما على أوبك الحفاظ على مستهدف الإنتاج عند 32.50 مليون برميل يوميا."