البحرين/ نبأ/ وكالات – للمرة الأولى منذ قيام الاحتجاجات في البحرين في عام 2011م، أعدمت السلطات البحرينية، صباح الأحد 15 يناير/كانون الثاني 2017م، رمياً بالرصاص، ثلاثة شبان أدانتهم بقتل ثلاثة عناصر أمن بينهم مرتزق إماراتي في تفجير في مارس/آذار 2014م، وفقا ما أعلنته النيابة البحرينية.
ونقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية “بنا” عن رئيس “نيابة الجرائم الإرهابية” في البحرين المحامي العام أحمد الحمادي قوله إنه “تم صباح اليوم (الأحد) تنفيذ حكم الإعدام في المحكوم عليهم الثلاثة المدانين في القضية الخاصة باستهداف قوات الشرطة”، وهم: عباس السميع, سامي مشيمع، وعلي السنكيس. وأوضح الحمادي أن تنفيذ الحكم “تم رمياً بالرصاص وبحضور قاضي تنفيذ العقاب وممثلي النيابة العامة ومأمور السجن وطبيب وواعظ”.
وبعد انتشار خبر الإعدام، اندلعت تظاهرات في المناطق البحرينية، وقامت قوات الأمنية البحرينية والمرتزقة بإطلاق رصاص “الشوزن” على المحتجين ما أدى إلى إصابات عدد منهم في قريتي السهلة والسنابس، فيما أصيب عدد من المرتزقة بجروح خلال الصدامات مع المحتجين في بلدة بني جمرة، وفقاً لصحيفة “إنترناشونال بزنس تايمز”. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي بعض النشطاء وهم يغلقون الطرقات ويلقون القنابل الحارقة في اشتباكات مع قوات الأمن.
وأثار إعدام الشبان الثلاثة استنكاراً سياسياً وحقوقياً واسعاً، وأعلن علماء البحرين، في بيان، الحداد أسبوعاً على الشهداء الثلاثة. ووصفت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالإعدام خارج إطار القانون أجنس كالامارد تنفيذ البحرين حكم الإعدام بحق الشبان الثلاثة بـ”القتل خارج إطار القانون”. وأكدت كالامارد، عبر حسابها على “تويتر”، إن الثلاثة تعرضوا للتعذيب، واصفة المحاكمة بأنها جائرة والأدلة بـ”الواهية”. وكانت كالامارد قد طالبت يوم السبت 14 يناير/كانون الثاني السلطات البحرينية بالتوقف عن تنفيذ الحكم.
من جهتها، أدانت منظمة “العفو الدولية” جريمة الإعدام، وقالت، في بيان: “ندين إعدام ثلاثة رجال في البحرين اليوم, بعد محاكمة غير عادلة واتهامات بالتعذيب. وكانت محكمة التمييز البحرينية قد ثبتت يوم الإثنين 9 يناير/كانون الثاني أحكام الإعدام بحق الشبان الثلاثة، إضافة إلى أحكام بالسجن المؤبد بحق سبعة آخرين أدينوا بالتورط في القضية ذاتها.
وكان القضاء البحريني قد أدان الثلاثة علي السنكيس (21 عاماً)، عباس السميع (27 عاماً) وسامي مشيمع (42 عاماً) بقتل الضابط طارق الشحي، إماراتي الجنسية، ومحمد رسلان، باكستاني الجنسية، وعمار عبدو، يمني الجنسية، خلال اشتباكات مع محتجين في مارس/آذار 2014م، في قرية الديه الشيعية غرب المنامة، وحكم القضاء أيضاً بالسجن المؤبد على سبعة آخرين في القضية ذاتهعا، وجميعهم من الشيعة.
وتعرض الشهداء الثلاثة إلى تعذيب شديد في السجون البحرينية، وأصدر القضاء حكماً باعدامهم بالرغم من توافر أدلة وافية على براءتهم. وكان الشهيد عباس السميع قد أكّد في مقطع فيديو مسرب من داخل سجنه في مارس/ آذار 2015م أن ضباط التحقيق أكدوا له براءته إلا أنهم أوضحوا بأنه ستتم إدانته انتقاماً من عائلته المعروفة بمعارضتها للنظام.
وكان ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد قد توعّد بالثأر لذوي القتيل الإماراتي، وقال، خلال حضوره مجلس عزاء الشحي: “إن دمنا لن يذهب وثأرنا سنأخذه اليوم أو غداً (…) نحن لدينا صبر لكننا لن ننسى، من يأخذ (يقتل) أحد أبنائنا نطلبه ليوم القيامة”.