فتح قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع مواطني سبع دول من دخول بلاده باباً على مزيد من الإشارات الغامضة في السياسة المستقبلية لواشنطن، بينما طُرحت التساؤلات حول البدائل التي دفعتها بعض الدول الخليجية المرحبة بقرارات ترامب على الرغم من إضرارها ببعض الدول العربية المجاورة لها.
تقرير سناء ابراهيم
في وقت أعلن فيه البيت الأبيض عن إجراء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مباحثات هاتفية مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ورؤساء دول أخرى، تُبيّن القرارت الترامبية الأولى السياسة الانتقائية التي بدأها الرئيس الجديد مع مواطني بعض دول العالم، بحرمانهم من دخول واشنطن، على الرغم من حمل بعضهم لتأشيرات قانونية، وذلك إلى حين إقرار قانون لذلك خلال ثلاثين يوماً.
يضرّ مشروع قرار وقف استقبال اللاجئين الذي وقعه ترامب قبل يومين بمصالح أميركا، بحسب ما رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية يوم الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2017م في تقرير، أضاءت فيه على سياسية التمييز التي يحملها القرار بوجه دول من دون الأخرى، مشيرة إلى أن مواطنين من بلدان أخرى عدة مثل السعودية ومصر وإندونيسيا لن يواجهوا إجراء المنع والإيقاف.
وعلقّت الصحيفة على إيضاح السكرتير الصحافي للبيت الأبيض أن هدف ترامب من هذا النظام هو “حظر مواطني الدول الذين قد يشكلون خطراً على أمن البلاد”، مشيرة إلى أن الإرهابيين “لا يأتون من دول مثل سوريا والعراق وإيران”. واستندت الصحيفة إلى قائمة الهجمات الإرهابية التي ضربت الولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001م وحتى اليوم، إذ بيّنت الأرقام أن العدد الأكبر من الإرهابيين الذين نفذو عمليات في البلاد، هم سعوديون، وثمة مشاركة من الامارات ومصر كذلك، وهي الدول التي استثنيت من القرار.
في سياق متصل، تساءل متابعون عن عدم تخوّف الدول الخليجية من سياسة الرئيس الأميركي الذي سلط سهام حملاته الانتخابية عليها، مشيرين إلى أنه فضّل امبراطوريته الاقتصادية على أمن بلاده، بالرغم من أن ترامب يتلقى أموالاً من الإمارات والسعودية وقطر عن طريق شركاته التجارية، وفقاً لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست”.
وأرجع مراقبون الترحيب السعودي إلى الأهداف والمصالح المشتركة مع ترامب، والتي دفعت إلى الاطمئنان الخليجي وخصوصاً الموقف من إيران، والعلاقة الوثيقة مع الاحتلال الاسرائيلي.
من جهتها، أضاءت صحيفة “المونيتور” على المصالح القطرية مع ترامب، معتبرة أن دعم الدوحة لجماعة “الإخوان المسلمين” واستقبالهم المتكرر “قد يهدد استتباب العلاقة مع ساكن البيت الأبيض، بل سيضعها في مواجهة مباشرة معه، حيث يجهد ترامب لتصنيف الجماعة بأنها منظمة إرهابية”.
ولفتت “المونيتور” الانتباه، في تقرير، إلى أن ترامب سيلاحق “الإخوان المسلمين” بكونهم “أبرز التهديدات الأمنية” لبلاده، غير أن مراقبين أشاروا إلى ازدواجية التعاطي المتّبع من قبل ترامب، حيث لا يتضمن قرار المنع من دخول أميركا الدوحة والرياض كونهما أكبر تهديد إرهابي لأمن الولايات المتحدة.