يبدو أن الكثير من المسؤولين الأميركيين يعلمون مخاطر مواجهة واشنطن لطهران، إذ أقدموا على تنبيه الرئيس دونالد ترامب من استهداف الاتفاق مع إيران، بالتزامن مع الصمت الإيراني في ظل التهديدات المستمرة.
تقرير سناء ابراهيم
على وقع التصريحات المتتالية للرئيس الأميركي دونالد ترامب العامدة إلى استهداف الاتفاق النووي مع إيران كهدف معلن للتحركات الترامبية، خرج مسؤولون أميركيون عن صمتهم محذرين إدارة واشنطن من محاولة إقصاء طهران عن المشهد الدولي. وتزامن ذلك مع دعوات الإعلام الإيراني إلى السلطة بالرد على التهديدات الاميركية الأخيرة وعلى العقوبات الجديدة على إيران.
وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن “حديث ترامب الشديد ضد إيران يجعله يكسب أصدقاء في العالم العربي”، محذرة من أن هذا الحديث “قد يحمل خطراً كبيراً يتمثل في الدخول في صراع مع إيران التي هي الآن أقوى بكثير من أي وقت مضى”.
ولفتت “واشنطن بوست” الانتباه، في تقرير، إلى أن تهديدات إدارة ترامب لإيران “تختلف بشكل حاد عن سياسات إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي ركزت على الاتفاق النووي مع إيران، الذي بشّر بانفراجة نادرة في العلاقات بين البلدين”.
من جهته، نبّه مستشار البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج سابقاً فيليب غوردن واشنطن من التمادي في تهديداتها لطهران، معتبراً أن التمادي الأميركي “محفوف بالمخاطر التي قد تدفع واشنطن نحو العزلة”. واستبعد المستشار الأميركي حصول ترامب على أي دعم دولي في ظل سعيه إلى إيجاد طرق لمعاقبة إيران على خلفية التجارب الصاروخية، مشيراً إلى أن هذا الدعم الدولي هو “أمر ضروري لجعل العقوبات أكثر فعالية”.
بدوره، استغرب المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بول بيلير من الموقف الأميركي تجاه إيران، خصوصاً أن واشنطن لا تتحرك ضد الجماعات الإرهابية في اليمن وتحديداً تنظيم “القاعدة”، الذي يُهدد الأمن القومي الأميركي، محمّلاً واشنطن والرياض مسؤولية الجرائم في اليمن.
وتزامنت التحذيرات الاميركية مع توجه الإعلام الإيراني المحافظ إلى دعوة السلطة للرد على التهديدات الاميركية، وفق ما كشفت وكالة “بلومبرغ” الأميركية، التي أشارت إلى أن المسؤولين الإيرانيين لم يهدد أي منهم بالانسحاب من الاتفاق النووي كرد على مواقف وتصريحات ترامب حتى الآن.
وأشار مراقبون إلى أن المشهد الأميركي اتجاه إيران يعبّر عن تخبّط واشنطن في تحديد مصلحة الولايات المتحدة، معتبرين أن واشنطن تعيش حالة من التحول بين خيارات الإدارة الأميركية السابقة والإدارة الجديدة التي باتت مُوقنة بأهمية دور إيران من دون القدرة على الاعتراف بذلك.