كشفت صحيفة “الوطن” المصرية أن السعودية تدعم السودان في مثلث “حلايب وشلاتين” لاستحداث أوراق ضغط خارجية ضد القاهرة. ووفقاً لوثيقة مسربة من وزارة الخارجية السعودية، فقد التقى السفير السعودي في الخرطوم علي حسن جعفر، خلال شهر يناير/كانون الثاني 2017، بوزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور بناء على طلب الأخير، وأفصحت الوثيقة عن شكر غندور لدعم الملك سلمان للسودان بشأن “حلايب وشلاتين”.
تقرير سهام علي
عادت قضية مثلث “حلايب وشلاتين” إلى سطح الأحداث بين السودان ومصر، ولكن هذه المرة ليست كسابقاتها تلوح كلما نشبت أزمة بين البلدين، فقد عادت القضية هذه المرة على صفيح أكثر سخونة من ذي قبل، بعد أن هبت رياح جزيرتي “تيران وصنافير” لتُشعل النار الكامنة تحت رماد السعودية.
تحاول القاهرة في الفترة الأخيرة الوصول إلى حل لأزمة “سد النهضة” الذي تبنيه أثيوبيا، لكن الجانب السوداني المتمثل في الرئيس عمر البشير يريد أن يستخدم مطالبات الجانب المصري للضغط عليه. فقد أكدت مصادر عدّة أن البشير يحاول المساومة لأخذ “حلايب وشلاتين” من أجل التوسط لدى أثيوبيا، معتبراً أنها ورقة ضغط قوية جداً على الجانب المصري.
ووفقاً لصحيفة “الوطن” المصرية، فإن البشير يستغل “حلايب وشلاتين” للتغطية على أزماته الداخلية، ويبدو أن السعودية تدعم السودان في المثلث لاستحداث أوراق ضغط خارجية ضد القاهرة التي لم تستطع تسليم جزيرتي “تيران وصنافير” إلى المملكة بفعل الشارع المصري وحكم القضاء.
ووفقاً لوثيقة مسربة من وزارة الخارجية السعودية، التقى السفير السعودي في الخرطوم علي حسن جعفر، خلال شهر يناير/كانون الثاني 2017، بإبراهيم غندور وزير الخارجية السودانية، بناء على طلب الأخير، وأفصحت الوثيقة عن شكر غندور لدعم الملك سلمان للسودان بشأن “حلايب وشلاتين”. وكشفت الوثيقة أن الحكومة السودانية على أتمّ الاستعداد لتنفيذ الخطط المتفق عليها كافة.
وقالت مصادر سياسية في القاهرة إن حديث البشير حول المثلثل جاء بناءً على رغبة سعودية في إشغال الحكومة المصرية بعلاقات متوترة مع جيرانها، وأشارت إلى أن كلام البشير وتهديده مصر بالرجوع إلى مجلس الأمن الدولي لحل الخلاف حول المناطق المتنازع عليها جاء بعد زيارته إلى الرياض ولقاءه الملك سلمان وابنه محمد، والتي صرّح البشير في ختامها بأن السودان “لن تسمح لأحد بتهديد السعودية انطلاقاً من أراضيها”.
ويعتبر الجانب السوداني متضرر بشدة كذلك من “سد النهضة” الأثيوبي، حيث أنه يهدد الأمن المائي لدولة السودان، ولكن البشير لا يلتفت إلى هذا الأمر ويحاول استخدامه فقط من أجل الحصول على “حلايب وشلاتين” لإسكات المعارضين له داخل بلاده.