إنها الثورة التي استطاعت تحرير إيران من الوصاية الأميركية وتحويلها إلى دولة مستقلة. ليتحول تاريخ 11 فبراير/شباط 1979 إلى حدث تاريخي نجح في قلب الموازين الاستراتيجية إقليمياً ودولياً، بعيداً عن الاصطفافات التي كانت موجودة في تلك الفترة.
تقرير سهام علي
نقلت أعوام كثيرة من الصبر إيران من عمق الدول المتدنية إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال إنجازاتها النووية والفضائية، وعزز هذا الحضور إنجازاتها التي حققتها في الثورة الإسلامية خلال العقود الماضية والتحديات التي تغلبت عليها على الأصعدة كافة.
ومن أبرز أسباب هذه الثورة هو تصدي إيران للمخططات البريطانية والأميركية والصهيونية، التي كانت رافضة كل محاولات عزلها عن دائرة الحضارة الإسلامية. ونجح النظام الجديد بكسر شوكة الغرب والشرق، وإثبات أن انتصار ثورة الشعب قد حقق هذا الأمر، وعززت الثورة تجديد الحياة السياسية للإسلام في العالم.
تمكنت الحكومة الإيرانية بعد الثورة من بلورة تشكيلات سياسية مع شفافية في المواقف من أجل تحقيق الإستقلال السياسي للبلاد، عن طريق المساهمة في نمو الوعي السياسي. ولعل من أهم المنجزات السياسية للثورة، هي القضاء على الحكم الشاه ورفع الظلم عن الشعب الإيراني، حيث كان الشاه يسعى إلى إظهار نظامه بشكل مقتدر.
فعلى صعيد الانتخابات، حصلت في إيران بعد الثورة انتخابات نيابية عديدة بالإضافة إلى الاستحقاقات الرئاسية وتناوب شخصيات متعددة على سدة الرئاسة، وحققت الثورة العديد من المنجزات واستطاعت أن تحصد لها موقعاً متقدماً في مصافي الدول الكبرى.
وسجلت الثورة أرقاماً قياسية عدة تمتد على مختلف قطاعات الجمهورية، فاحتلت ايران المرتبة الأولى في معدل النمو العالمي في عام 2011 والمرتبة العلمية الرابعة عالمياً مع حلول عام 2018.
وبعد الثورة الإسلامية، ارتفعت نسبة المتعلمين في إيران إلى 98 في المئة وباتت جامعاتها ضمن أفضل 500 جامعة في العالم. ومن سبيل التعداد لا الحصر، نذكر بعض الإنجازات العلمية: والتكنولوجية والطبية المحققة:
1- احتلت ايران المرتبة الأولى عالميا في تقنية النانو وزراعة الكبد.
2 – احتلت المرتبة الثانية في صناعة صمامات القلب وتوليد طائرات شبح من دون طيار وباتت ترسل أقمارها الصناعية بنفسها إلى الفضاء.
3- كما اعتلت مراتب متقدمة في الأمن الالكتروني والمجال النووي والاستنساخ الحيواني وغيرها.