تفضح الأرقام والإحصائيات الرسمية في المملكة السعودية زيف ادعاءاتها تجاه أهالي بلدة العوامية، إذ تغيب البلدة عن المناطق التي تكثر فيها الأسلحة والجريمة، بحسب التقارير الرسمية، ما ينقض في آن، دعوة بعض الأفراد في المنطقة محاربة ما وصفوه بالإرهاب، كدعوة مبطنة للسلطة لمزيد من القمع في المنطقة الشرقية.
تقرير هبة العبدالله
في حين تعمل آلة النظام السعودي الاعلامية ضد النشطاء في العوامية على خلفية حراكهم السلمي، دعت شخصيات إلى تشكيل رأي عام مضاد لمواجهة ما وصفتها "الأعمال الإجرامية" التي يعاني منها مواطنو العوامية، بعد سلسلة من الحوادث التي تعرضت لها البلدة.
يضع النشطاء السلميين هذه الدعوات في سياق محاولات السلطة إضفاء شرعية على ما تمارسه من قتل وملاحقة واتهامات للمطالبين بالاصلاح، فيما لا يبدو بحسب الأرقام الرسمية، أنّ العوامية بتلك الصورة التي تحاول السعودية إظهارها عبر هؤلاء، على أنها بؤرة إجرام ومخبأ للمجرمين.
بحسب الاحصائيات، فإنّ المنطقة الشرقية جاءت بعد الرياض ومكة المكرمة وعسير في أحكام السجن والغرامة والمصادرة، وفقاً لأحكام المحاكم الشرعية بمختلف المناطق والمحافظات. 1064 شخصاً في المملكة سجنوا وغرّموا لقاء قيامهم بحمل السلاح، منهم 35 من المقيمين والبقية سعوديين، وتصدرت منطقة الرياض عدد القضايا بـ313 قضية، ثم تلتها مكة وعسير.
وفي مايو الماضي نشرت وزارة الداخلية إحصائيات ترصد نسب جرائم الاعتداء على النفس والاعتداء على الأموال في المملكة، والتي بلغت 46 ألف جريمة بمعدل 150 جريمة لكل مائة ألف مرتبطة بكل منطقة ومعدلات الجريمة قياساً على عدد السكان.
تصدرت المدينة المنورة معدلات الجريمة قياساً على السكان، وذلك بمعدل 297 جريمة لكل 100 ألف نسمة فيما تلتها منطقة الباحة بمعدل 267 ألف جريمة لكل 100 ألف نسمة ثم منطقة الجوف بـ260 جريمة لكل 100 ألف.
ورصدت الداخلية أيضاً جرائم الاعتداء على الأموال من سرقة سيارات ومنازل ومحلات واختلاس وغيرها حيث تصدرت الرياض القائمة بمعدل 206 جرائمة لكل 100 ألف نسمة تلتها الجوف ب204 لكا 100 ألف ثم المدينة المنورة بـ202 لكل 100 ألف.
فبالحديث عن الجريمة ووفقاً للتصنيفات الرسمية، فإن المنطقة الشرقية واسم العوامية ليس حاضراً بين المدن التي تكثر فيها الجرائم أو حمل الأسلحة، بل إن أغلب الجرائم التي وقعت والأحداث الأمنية، حدثت وبشاهدة أهلها، على أيدي قوات الأمن السعودية، ما دفع الأهالي إلى التساؤل عن السبب في محاولات البعض شيطنة العوامية.