استهدفت عمليات إرهابية متتالية منطقة الأهواز في إيران، أعادت الأنظار إلى الأذرع السعودية فيها.
تقرير دعاء محمد
على وقع التصريحات السعودية التصعيدية تجاه إيران، اتجهت الأنظار إلى يد الفتنة في منطقة الأهواز، بعدما أعلنت “كتائب محي الدين آل ناصر” أنها قامت بعملية تفجير استهدفت الأنابيب النفطية الرئيسة بالقرب من قرية خديجة التابعة إلى مدينة رامز الأهوازية.
وتوعدت الكتائب، التي تعد ضمن جماعات المعارضة المسلحة المصنفة إرهابية في إيران، في بيان، بالتصعيد ضد السلطات، معتبرة أن الهجوم “رد على سياسات النظام”. وتأتي العملية ضمن سلسلة عمليات إرهابية أخرى كانت قد استهدفت منشآت في البلاد، ومنها تفجير خطوط للغاز في يناير/كانون الثاني 2017.
وفي بداية عام 2016، ومع توتر العلاقات مع إيران، استهدفت الكتائب، التي تسمي نفسها “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”، منشأة نفط وأعلنت أنها “رد على التنديد الإيراني” بإعدام السلطات السعودية للشيخ نمر النمر.
وقد ارتبطت العمليات الإرهابية التي تستهدف إيران بالمواقف في السعودية، حيث أكد أمين عام المجلس القومي الإيراني علي شمخاني أن الرياض “هي التي تقدم الدعم المادي للحركات في الأهواز”. وشدد على أن العمليات التي أدت إلى مقتل العشرات “تمت بدعم سعودي”.
بدوره، أشار الجنرال يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الأعلى السيد علي خامنئي والقائد السابق للحرس الثوري، إلى أنّ 17 جهازاً استخباراتياً عربياً وغربياً ينشطون في أهواز أو عربستان.
وأظهرت وسائل الإعلام السعودية الموقف الرسمي في المملكة، حيث تناولت الخبر فيما بدا أنه احتفال بالهجمات الإرهابية التي استهدفت منشآت تغذي مناطق عديدة في إيران. كما أنها عمدت إلى تغطية أخبار اعتبرت أنها حركة احتجاجية على سياسة التمييز التي يعاني منها الأهوازيين.
وأشار مراقبون إلى أن السلطات السعودية لجأت إلى إستخدام ورقة الأهواز للضغط على الداخل الإيراني بالتوازي مع التصعيد الخارجي، والذي دعمه وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية والتهديدات التي أطلقها.
تحاول السعودية، إذن، فتح الجبهات مع إيران التي صمدت في وجه أكبر حصار اقتصادي لسنوات، لتطرح التساؤلات حول المدى الذي ستذهب إليه في مغامراتها غير المحسوبة.