السعودية/نبأ- أشارت صحيفة “الوطن” السعودية الى ان “الأحداث الأخيرة التي شهدها لبنان، من خطف جنود الجيش اللبناني، وقتل البعض منهم، مقرونة بحملات التشويه التي يقودها الحزب وأذرعته “المتحالفة” ضد الجيش وأجهزة الدولة”.
وأضافت الصحيفة “حزب الله جر لبنان إلى الهلاك (..) وما خطف المجندين إلا دليل على ذلك، باعتبار أن أحد مسببات دخول داعش للأراضي اللبنانية، هو وجود الحزب مقاتلاً إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا”.
ولفتت الى ان “المجاهرة التي يعمد لها الحزب في قتل السوريين وتشتيت الشارع اللبناني، سيدفع ثمنها الحزب عاجلاً أم آجلاً”.
وأضافت الصحيفة “دعوة أحد نواب حزب الله حسين الموسوي، خلال الأيام القليلة الماضية، ورفعه شعار تسليح الجيش من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن رغبت الحكومة اللبنانية في ذلك ما هي إلا بمثابة خبث سياسي “متعمد”، هدفه أمران، أولهما: تفريغ المبادرة السعودية التي رمت إلى ضرورة تسليح الجيش اللبناني لاستعادة قوته في الشارع، وبالتالي اعتماد اللبنانيين على البزة العسكرية في هذه الظروف، بالإضافة إلى عزل لبنان عن محيطه العربي، وثانيهما، قطع الطريق أمام كل من يريد أن يعم السلام في لبنان”.
وتقاطعت معلومات صحافية عند الحديث عن عرض إيراني لتسليح الجيش اللبناني، في ظل عدم وجود وزير الدفاع الياس المر في الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، أكدت مصادر مطلعة على أجواء زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى طهران لصحيفة “الأخبار” أنها تندرج في إطار رغبة إيرانية في إرساء “علاقات مع لبنان من دولة إلى دولة، بدءاً برأسها وأعلى منصب فيها، إضافة إلى ما يمثّله الرئيس سليمان كواحد من القيادات المسيحية الفاعلة”.
وكان سعد الحريري قد أعلن في 8 أغسطس/آب 2014 أن السعودية ستقدم مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لمساعدة الجيش اللبناني في قتال المتشددين، إلى جانب تعهد سعودي سابق بتقديم مساعدات عسكرية للبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
ولم يتسلم لبنان حتّى اليوم أياً من هذه المساعدات المتأخرة وطلبت الحكومة اللبنانية في وقت سابق فرنسا الإسراع في توصيل الأسلحة المقرر أن تشتريها بهذه الأموال.
ويهاجم إعلام آل سعود دائماً حزب الله بالسمفونية ذاتها حسبما يقول مراقبون، إذ اعتبرت الصحيفة في عددها الصادر في 4 أغسطس,2014 ان “ورطة لبنان في حقيقتها ليس فقط في تدخل حزب الله بالأزمة السورية، بل في وجود هذا الحزب من أساسه”.
ويقرع إعلام آل سعود الجرس من جديد للتنبيه إلى أهمية إنهاء الأزمة السورية، مشيرةً إلى أنّ السبب بإنفلات الأوضاع الأمنية في لبنان هو “النظام السوري الذي استعان بميليشيات طائفية لبنانية وعراقية وإيرانية لتحارب إلى جانبه” على حد تعبير الصحيفة، في الوقت الذي تواجه المملكة، التي دعمت، سراً وعلناً، ما كانت تسمّى بالمعارضة المسلحة في سوريا، وأرسلت المقاتليين السعوديين للقتال تحت مسميات “الجهاد” من خلال ضخّ الفتاوى الجهادية في المجتمع السعودي، وعملت على تهييج الفتنة الطائفية في سوريا، أصابع إتهام كثيرة تشير بأنها هي المسؤولة الأولى والأخيرة وراء كل ما يحدث من إرهاب في المنطقة ككل.
وكانت الصحيفة قد حرضت الشهر الماضي اللاجئين السوريين ضد حزب الله المؤيد بالموقف إلى جانب الجيش اللبناني لصد الإرهابيين المسلحين في عرسال بالقول: “.. ولأن لكل فعل رد فعل، ليس غريبا أن يدخل مسلحون من المعارضة السورية أو التيارات الأخرى إلى لبنان كما جرى في عرسال أول من أمس، خاصة أن عشرات الألوف من اللاجئين السوريين يقيمون في تلك البلدة، الأمر الذي قد يعرضهم لأعمال انتقامية..”.
يشار إلى أنّ هذا الدّعم السعودي المالي والمعنوي والسياسي أدّى إلى نشوء هذه الجماعات التي تنتشر في سوريا والعراق وتستخدمه المملكة العربية السعودية كأهم ورقة سياسيّة في هذه الدّول وأخيرا وليس آخراً لبنان. وكان أوباما قد نصح السعودية بوقف دعم تلك الجماعات.
ويواصل الجيش اللبناني بالإضافة إلى أهالي عرسال تصدّيهم للإرهابيين في البلدة.
يذكر أنّ وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي قال في 26 فبراير 2012 خلال مباحثات بينه وبين وزير الدفاع اللبناني فايز غصن في العاصمة الإيرانية طهران أنّ “دعم الجيش اللبناني يعتبر من السياسات الإستراتيجية لدى إيران ويجب على لبنان ان يتمتع بجيش قوي للدفاع عن مصالحه في المنطقة”.
وشدد وحيدي آنذاك على ضرورة تقديم الدعم الشامل للبنان مقابل التهديدات الخارجية وتهديدات الجماعات “الإرهابية”.
وكان وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي قد أكد في 28/11/2010 خلال لقاء عقده مع سعد الحريري (حينما كان رئيسا للوزراء اللبناني) في طهران، أن بلاده مستعدة لمساعدة ودعم الجيش اللبناني، وذلك في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة، التي تتهم إيران بالتدخل السياسي والعسكري في لبنان، عن مساعدة عسكرية قيمتها مئة مليون دولار لهذا البلد.
(نبأ / الوطن/الراي/الأخبار اللبنانية)