نجاح تنظيم "القاعدة" في توحيد صفوفه في وقت تتصاعد الحرب الميدانية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، ينبيء بأخطار كبيرة في الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، وربما أوروبا أيضاً.
تقرير مروى النصار
في ظل انشغال العالم بالمعارك التي تستهدف القضاء على تنظيم "داعش" في الموصل والباب والرقة في سوريا والعراق، يعود تنظيم "القاعدة" الأم إلى تجميع صفوفه وتعزيز وجوده مجدداً في أكثر من ساحة، وشمال أفريقيا واليمن على وجه الخصوص.
وساهم إعلان التنظيمات المسلحة عن اندماجها في تنظيم واحد، أُطلق علية اسم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، والذي شُكل من أربعة تنظيمات رئيسية هي "انصار الدين"، و"كتائب ماسينا"، و"المرابطون"، و"امارة الصحراء"، تطوراً جسد عودة قوية وخطيرة لتنظيم "القاعدة" في الساحل الإفريقي ومنطقة الصحراء.
ويُعتبر نجاح تنظيم "القاعدة" في توحيد صفوفه، وتعزيز قواه، في وقت تتصاعد الحرب الميدانية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، خطراً كبيراً وتحدياً جديداً لأجهزة الأمن الأوروبية والعربية التي تتوحد تحت عنوان مكافحة الإرهاب.
ومع عودة التصعيد إلى صدارة المشهد الميداني وتعقّد مسارات الحل السياسي في اليمن، وتدهور الأوضاع الإنسانية في ظل مجاعة رهيبة وكارثية تلوح في الأفق، شخّصت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأوضاع هناك على أنها ملاذ مثالي للمتطرفين المنتمين إلى تنظيم "داعش" الفارين من سوريا والعراق.
ووفق الصحيفة الأميركية، فقد ولد الفراغ الأمني الذي خلّفته الحكومة الغائبة، ونزوح المهجرين في الداخل نحو مناطق شرق البلاد، فضلاً عن شبكات التهريب المتفشّية، والسواحل المترامية التي يسهل اختراقها، انعداماً للأستقرار، ما مكّن مقاتلي "داعش" من الفرار إليه.
وتابع تقرير الصحيفة الذي أعدّته إليزابيت كيندال، أن الصراع في اليمن، يعزّز من جاذبية التطرّف، وتحديداً، في وقت قد يكون مقاتلو "داعش" في العراق وسوريا يدورون في الأرجاء بحثاً عن مقر جديد.
وبالمقارنة بين وضعية ومكانة كل من "القاعدة" و"داعش" داخل اليمن، أوضحت الصحيفة أنه "لدى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اليد الطولى، سواءً لناحية العدد، أو النفوذ، والجاذبيّة الأيديولوجيّة، فيما لا يمكن عدّ داعش مجموعة إرهابية مهيمنة في اليمن، على الرغم امتلاكه بعض العناصر العاملة.
وكانت شركة Stratfor الاستطلاعية الخاصة، حذرت العام الماضي من أن تنظيم "القاعدة" قد بدأ بإعادة بناء قدراته في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، متوقعة أن تصبح السعودية هدفاً جديداً لهجمات التنظيم في العام 2017.
وذكّر التقرير بأن فروع "القاعدة" تطرح نفسها تحت أسماء جديدة في ليبيا والجزائر ومالي ومصر واليمن، ومن المتوقع أن يزداد نفوذها في الفترة المقبلة. وأوضح أن القلق الرئيسي يتعلق بدور "القاعدة في جزيرة العرب"، مشيرا إلى انهيار الاتفاق السري بين هذا التنظيم والسعودية بشأن اليمن، ما يجعل المملكة هدفا محتملا للتنظيم الإرهابي.