لم تنجح الجهود الدولية في إسقاط العراق وتقويض مساعيه في محاربة داعش وهو الذي يعيش معارك مستمرة مع عناصر التنظيم في محافظات مختلفة منذ أكثر من عامين. مقاربة مختلفة لمستقبل العراق ما بعد داعش تبحث في أنقرة اليوم برعاية سعودية قطرية ما يدلل على الخريطة الجديدة التي ترسم للبلد الذي أنهكه الإرهاب.
تقرير هبة عبدالله
بينما تقاتل القوات العراقية بضراوة على الأرض وتخوض حرب شوارع مع تنظيم داعش ستكون مرحلة ما بعد داعش في العراق قيد البحث في أنقرة اليوم. والتي تستضيف مؤتمرا عراقيا سنيا ترعاه تركيا والسعودية وقطر وتحضره شخصيات عراقية بينها نواب وساسة ووزراء سابقون وحاليون وسفراء ورؤساء أحزاب وشيوخ عشائر.
تتكشف ملامح المؤتمر وأهدافه من قائمة الشخصيات المدعوة إليه والدول الراعية لها فهو يجمع السياسيين العراقيين التابعين لمنصات أنقرة والرياض والدوحة والمشاركين في العملية السياسية والمعارضين لها على حد سواء.
وفي البحث عن الأهداف فإن حضور شخصيات سياسية من المشاريكن في العملية السياسية والمعارضين لها على حد سواء يشي بالتحضير لتكثيف الجهود للدخول في الانتخابات المحلية والتشريعية القادمة بكل قوة لتامين الحضور السني فيها.
يتصدر قائمة المدعوين نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي .. يعرف بإنه رجل تركيا في العراق. ورجل الأعمال والسياسي العراقي خميس الخنجر الذي يرى محللون أنه يسعى لاستخدام ثروته التي تقدر بمئات ملايين الدولارات لإقامة منطقة حكم ذاتي للسنة في العراق.
ويشاركهم رئيس هيئة علماء المسلمين مثنى الضاري وسيحضر معه أيضا قادة من الإخوان المسلمين في العراق من الحزب الإسلامي وهيئة علماء المسلمين.
يحضر الإخوان بقوة في المؤتمر العراقي وكأنهم يمثلون مرجعية دينية عليا لمستقبل العراق. في تركيا، ترسم الطائفية الجديدة في العراق ما بعد الموصل ويعاد ترتيب خطة التقسيم والتفريق في البلد الذي لم ينج بعد من المعارك الطويلة مع التنظيمات الإرهابية.
وتاتي الدعوة لهذا الموتمر السني برعاية مباشرة من جهاز المخابرات التركية والسعودية والقطرية وبمشاركة ضباط مخابرات من السي آي والمخابرات البريطانية. يبحث هؤلاء الأوضاع في المحافظات السنية والمناطق المحررة من الإرهاب ومستقبل السنة في العراق وتحديات مرحلة ما بعد تنظيم داعش.
لا يبدو المشهد المتوقع في أنقرة مريحا للكثير من العراقيين السنة. اذ من الواضح انه سعقد على وقع الهزائم التي مني بها الإرهاب الذي دعمته الدول الراعية للمؤتمر.
اذا مايجري التحضير له اليوم في العاصمة التركية هو اقامة إقليم سني في العراق في كل من الموصل والرمادي ومعها أجزاء من صلاح الدين.. وهذا ما رمت اليه الولايات المتحدة الأمريكية لتقسيم العراق.