لم يغير الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب شيئاً من السياسة الأميركية في سوريا. يتحدث ترامب عن إقامة مناطق عازلة على الحدود لحماية المدنيين والتعاون مع الأكراد في ما يخص معركة تحرير الرقة. لكن بينما يشدد المسؤولون الأميركيون على محاربة الإرهاب ولا يتحركون كثيراً لتحقيق هذا الهدف، فإن من الممكن البحث عن أهداف أخرى لواشنطن في سوريا.
تقرير هبة العبدالله
مع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ظهرت توقعات بتغير السياسة الأميركية بالملف السوري. كرر ترامب وعوده الانتخابية بإقامة مناطق آمنة في سوريا وأوعز إلى وزير دفاعه جايمس ماتيس بإعداد خطة متماسكة للقضاء على تنظيم “داعش” في سوريا والعراق خلال شهر واحد.
زادت واشنطن الدعم للقوات الكردية في شمال سوريا وهي ذات السياسة التي انتهجتها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خلال الأشهر الأخيرة من وجوده في البيت الأبيض. تسعى واشنطن إلى السيطرة على مدينة الرقّة من خلال دعم القوات الكردية التي تمكنت في وقت سابق من تحرير قرى كثيرة في المناطق المحيطة بهذه المدينة ونجحت لأول مرة في الوصول إلى أطراف مدينة دير الزور.
لكن أنقرة تخشى من تمكُّن أكراد سوريا من إقامة منطقة حكم ذاتي في شمال وشمال هذا البلد وشرقه لاعتقادها بأن ذلك من شأنه أن يمهد الأرضية لإقامة منطقة مماثلة لأكراد تركيا في جنوب وجنوب شرق البلاد.
في مقابل ذلك، تعتقد سوريا وحلفاؤها أن هدف القوات الأميركية ليس تحرير الرقّة بقدر ما تسعى إلى اقتطاع جزء من الأراضي السورية للتمهيد لإقامة منطقة حكم ذاتي للأكراد في شمال وشمال شرق البلاد.
فبرأي هؤلاء، تسعى واشنطن إلى لعب دور أكبر في سوريا يمكنها من فرض شروطها في أية مفاوضات سياسية قادمة ترمي إلى تسوية الأزمة في هذا البلد. وبحجة محاربة الإرهاب، تحاول واشنطن الفوز بهذا الدور وذلك في إطار خطتها الرامية إلى إقامة حزام أمني في المناطق الممتدة بين غرب العراق وشرق سوريا.
ويرى مراقبون أن هدف إدارة ترامب النهائي من عمليات الرقّة ودعم الأكراد يكمن بتعزيز وجود القوات الأميركية في العراق وسوريا لحفظ التوازن العسكري والسياسي مع كل من روسيا وإيران اللتين تمكنتا من خلال دعم القوات السورية من تحقيق انتصارات كبيرة على الجماعات الإرهابية.