تحرير النساء السعوديات من بطش نظام الولاية القمعي وتشجيعهن على التمرد هو موضوع لعبة فيديو سعودية باسم “ثوة بنات السعودية”. لكن الغريب في الأمر أن اللعبة من إنتاج أمير من العائلة الحاكمة.
تقرير هبة عبدالله
تثور بنات السعودية في لعبة فيديو أنتجت حديثاً تروج لصورة جديدة عن النساء السعوديات، بشكل مغاير لما هو متعارف عليه في المجتمع السعودي وتحمل نقداً غير مباشر لأوضاع المرأة السعودية.
وتظهر النساء في اللعبة وهن في معسكرات اعتقال مع بعض الرجال المحافظين النافذين وهن يحاولن تحرير أنفسهن والانتصار على الحاكم المستبد. ويبدو أن غرض اللعبة، حسب ما تم الترويج له، تشجيع المساواة بين الجنسين في العالم العربي مع التأكيد على أن الهدف هنا لغايات اجتماعية لا سياسية.
واللعبة هي من إنتاج وفكرة فرد من الأسرة الحاكمة في السعودية وهو الأمير فهد آل سعود، ويدفع ذلك إلى طرح أسئلة عدة عن الرسالة الكامنة وراء المبادرة وإن كان هدفها التشجيع على التمرد النسائي على القيود الحالية أو تقديم فكرة إيجابية عن المملكة للغرب.
وصرح الأمير السعودي لوسائل إعلام مختلفة بأن تفكيره في تطوير هذه اللعبة نابع من ولعه بألعاب الفيديو منذ طفولته، بالإضافة إلى رغبته في تشجيع صور مختلفة عن العرب وخصوصا النساء في ألعاب الفيديو.
وتسعى اللعبة أيضاً، بالإضافة إلى معالجة مسألة المساواة بين الجنسين في العالم العربي، إلى تغيير الأفكار النمطية المتداولة حول العرب في ألعاب الفيديو الأجنبية، حيث يتم توظيفهم غالباً في أدوار الأشرار. وبالتالي، تقرب هذه اللعبة المستخدم العربي من بيئته وخصوصيته، وفي نفس الوقت تروج لدى المستخدم الأجنبي صورة أخرى عن العرب مغايرة للصورة المنتشرة في الغرب.
وفي النتيجة، يسعى الأمير السعودي إلى أن يقدم تغييراً في الصورة النمطية المنتشرة عن السعودية في الغرب هدفا للعبة وذلك من باب تحسين حقوق المرأة السعودية وتشجيعها على المطالبة بذلك إلا أن خبراء في الشأن السعودي يقولون إن ما يسيء في الواقع للمملكة والمجتمعات السعودي هو الانتهاكات والقمع ونشر الجهل والأفكار المتشددة التي تتبناها وبالتالي فإن التغيير الفعلي على الأرض وهو ما يغير هذه الصورة ويقدم أخرى أكثر إيجابية عنها.