هجوم في وضح النهار في قلب بريطانيا وأمام ساحة البرلمان وخلال اجتماع تترأسه تيريزا لماي لمجلس العموم البريطاني.. رمزيات عدة تكشف خطورة الحادث الذي نفذه متطرف في لندن.. إلا أن خطر الإرهاب العائد إلى بريطانيا ولد فيها أصلا من خلال نشاط الحركات السلفية فيها.
قتل منفذ اعتداء وستمنستر في بريطانيا.. العملية الإرهابية التي نفذها على مقربة من مدخل البرلمان البريطني أودت بحياة مواطنين وشرطي وأدت لجرح عشرين آخرين .. بريطانيا لم تستفق من الصدمة بعد .. الإرهاب يضرب قلب لندن.
رجل ملتح قاد سيارة دفع رباعي بسرعة فائقة على جسر وستمنستر متعمدا دهس المارة قبل أن يصطدم بالجدار الخارجي للمبنى ويترجّل ليهاجم بسكين مطبخ أحد رجال الشرطة.
تقول المعلومات الأولية إن منفذ الهجوم معروف باسم أبو عزالدين هو إمام كان يحث على الكراهية في مساجد لندن.
قد يكون الهجوم الذي وقع في محيط البرلمان البريطاني وعلى خطورته عملا فرديا إلا أنه أعاد المخاوف من جديد من هجمات أكثر تنظيما قد يشنها بريطانيون عائدون من مناطق الصراع.
ومع احتمال وجود مهاجم آخر في الموقع استمرت العملية الأمنية لساعات عدة وحتى ساعة متأخرة من الليل. لندن لم تهدأ بعد يقلقلها الإرهاب العائد إلى أوروبا واستهداف العاصمة والتي تنمو فيها جماعات متطرفة عدة تهادنها الحكومة البريطانية.
ورغم أن أي معلومات لم تتفر سابقا لدى السلطات الأمنية عن احتمال وقوع هجوم مماثل إلا أن بريطانيا التي صدّرت ثاني أكبر عدد من الارهابيين إلى سوريا من بين كل الدول الأوروبيّة، بعد فرنسا كانت تعف أنها في دائة الخطر.
وعلى غرار ما تعرضت له بلجيكا وفرنسا كان خطر وقوع هجوم إرهابي يهدد مدنا بريطانية أيضا. خلال الأشهر الماضية نشرت تسجيلات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن تهديدات بشن هجمات على العاصمة البريطانية.
كما أن بريطانيا تشكل بيئة خصبة للجماعات السلفية التي تطلق ومن وسط بريطانيا وعلانية دعوات لما تسميه بتطبيق الشريعة الإسلامية داخل المجتمع البريطاني.
وتقول مجموعات متطرفة ناشطة في لندن إن هدفها البعيد المدى هو إقامة إمارة إسلامية في قلب أوروبا. وإن اعضاء المجموعة عازمون على ترجمة دعوتهم إلى عمل ملموس كما يوجه الدعاة السلفيون دعوات واضحة لمحاربة السلطات البريطانية والغرب.
سلفيو البريطانيا المتشددون لا يخفون رفضهم الأطروحات الدينية المغايرة والتمسك بالتقليد وتكفيرهم الحضارة الأوروبية وأيديولوجياتها ومقومات المجتمعات الغربية وهو ما يجعل محاربة خطر الإرهاب يبدأ من الداخل البريطاني وهي مسؤولية لم تضطلع بها السلطات البريطانية.