رأت مجلة "ذا ديبلومايت"، أن اليمن يشكل اختبارا للعلاقات السعودية الباكستانية، حيث تريد إسلام آباد الموازنة على علاقاتها مع السعودية وفي الوقت نفسه عدم خسارتها العلاقات مع إيران.
الأنباء حول إرسال دولة باكستان قوات عسكرية إلى السعودية، لحماية حدود المملكة الجنوبية مع اليمن، ما زالت تتفاعل.
وزير الدفاع خواجة آصف، نفى التقارير حول الإنتشار العسكري الباكستاني في السّعودية، لكنه استدرك في مقابلة تلفزيونية بأنه لم يتم اتخاذ القرار النهائي بإرسال قوّات باكستانية إلى السّعودية.
في المقابل، اعتبر مراقبون أنه في حال تمت هذه الخطوة، فانها ستكون مفاجئة بالنظر إلى أن إسلام آباد حاولت منذ بدء العدوان على اليمن أن تنأى بنفسها عن الانخراط المباشر فيه رغم علاقاتها القوية بالسعودية، وذلك من أجل المحافظة على علاقاتها مع إيران في الوقت نفسه.
وبحسب مجلة "ذا دبلومايت"، تحاول باكستان من خلال انتهاج سياسة المشي على الحبل، الحفاظ على علاقتها القديمة مع السعودية من جهة، ومن جهةٍ أخرى مراعاة مصالحها مع إيران، وهي لن تختار بلدًا واحدًا على حساب الآخر، في المدى القريب.
ولفهم الأوضاع أكثر تنبغي الإشارة إلى العلاقات الاقتصادية لهذه الدول، حيث ترى إسلام آباد ضرورة تحقيق تعاون مكثف في هذا الشأن مع طهران والرياض على حد سواء.
وبحسب المجلة فإن باكستان تدرك أنّ إمدادات الغاز الإيراني، بدلًا من النّفط السّعودي، ستشكّل مسار مستقبل الطاقة في البلاد.
وعلى عكس بعض التقديرات التي ترى نشر الجنود الباكستانيين في السّعودية استمرارًا لسياستها التقليدية في دعم المملكة، تظهر التقارير حول التطوّرات الأخيرة مؤشّرًا على أنّ إسلام أباد قد غيّرت من تفكيرها السياسي تجاه السّعودية بإبقائها قريبة، في حين تضمن ألّا تدفع إيران بعيدًا، حيث قد تعمل الأخيرة على تقويض المصالح الاقتصادية والأمنية لإسلام آباد على المدى الطويل.