رغم الاتهامات الموجهة للتحالف الدولي بالمسؤولية عن مجزرة الموصل الأخيرة، أعلن البنتاغون أنه لن يخفف من أسلوب القتال في المدينة، فيما اتهمت منظمة العفو الدولية التحالف بعدم حماية المدنيين وتعريض أرواحهم للخطر.
تقرير سناء إبراهيم
في وقت لم يحدد المسؤول عن مجزرة الموصل التي وقعت قبل أيام خلال استكمال تحرير الجانب الغربي لثاني أكبر المدن العراقية، ارتفعت الأصوات المنددة بالمجزرة الجديدة التي ارتكبتها القوات الأمريكية، مطالبة بوضع حد للانتهاكات الأمريكية المتواصلة بحق المدنيين.
منظمة العفو الدولية، بدورها، أوضحت أن المجزرة حصلت بسبب عدم التنسيق بين التحالف والقوات العراقية، التي طالبت من المواطنين البقاء في منازلهم بالتزامن مع غارات التحالف، وفق ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا، شددت أنه على قوات التحالف أن تعلم أن عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين قد يسقط جراء أي ضربات جوية.
وإلى مجلس الأمن، توجهت روسيا بطلب عقد اجتماع خاص لمناقشة التصرفات الأميركية في الموصل، اثر المجزرة التي ارتفع عدد ضحاياها الى 531 شخصاً، بينهم 200 طفل، وفق ما كشفت مسؤولون عراقيون.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو بموسكو، أوضح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن بلاده طالبت بجلسة خاصة بمجلس الأمن الدولي لمناقشة تصرفات التحالف الدولي في العراق، مقللاً من قدرة المجلس الدولي على الحديث بصوت واحد بشأن ما حدث، لكنه استدرك بالاشارة الى أنه على الأقل سوف تطرح بلاده أسئلتها لإبقاء هذا الوضع تحت السيطرة المحكمة، وفق تعبيره.
في المقابل، وعلى الرغم من التقارير المتعددة عن حالات مقتل المدنيين في الموصل جراء عمليات التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة واشنطن، أعلن البنتاغون أنه لن يخفف أسلوب القتال في المدينة.
المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية العقيد جون توماس، أوضح أن الجيش الأمريكي لا يعتزم تغيير الطريقة التي ينفذ بها الهجمات حتى مع دخول القتال في الموصل مناطق ذات كثافة سكانية أكبر، فيما سبق أن وصف قائد القوات الأميركية بالشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتل مقتل مئات المدنيين -في ضربات يعتقد أن طائرات التحالف نفذتها بالمأساة الرهيبة، مؤكدا أن التحالف الدولي ما زال يحقق في الغارات.