انطلاق المناورات السودانية السعودية يأتي تزامناً مع الحديث عن احتمال لعب الأردن دورًا كبيرًا لإزالة التوترات الموجودة بين الرياض والقاهرة، وذلك بمباركة أمريكية ظهرت مؤخرًا خلال زيارة محمد بن سلمان، للولايات المتحدة، مع استئناف تصدير شركة “أرامكو” لشحنات المشتقات النفطية إلى القاهرة، بعد توقف دام خمسة أشهر، والصورة خلال مواكبة القمة العربية التي جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الملك سلمان بن عبد العزيز، لم تتعدى الاطار الشكلي للدخول في مرحلة جديدة.
تقرير إحسان العراف
إلى ذلك رأى بعض المراقبين في هذه المناورات العسكرية بين السودان والسعودية ومناكفة سياسية خططت لها المملكة جيدًا واستقبلتها الخرطوم بالترحاب، خاصة أن العلاقات بين مصر والسعودية شهدت توترًا كبيرًا خلال الأشهر الأخيرة، على خلفية العديد من القضايا الخلافية بين الدولتين، والتي في مقدمتها أزمة تيران وصنافير، والأزمة السورية، وتغير خريطة التحالفات العربية.
ولأن السعودية تتقن هذا النوع من السياسة الكيدية والتآمرية، حيث ظهر ذلك مسبقًا في زيارة مسؤولين سعوديين لإثيوبيا التي تربطها علاقات متوترة مع مصر بسبب سد النهضة الإثيوبي، ثم إظهار الدعم الكبير لقطر التي تحمل عداءً كبيرًا لمصر منذ ثورة 30 يوليو، كل هذه الخطوات اتخذتها المملكة لإثارة غضب القيادات المصرية وتوصيل رسالة سياسية مفادها أن السعودية يمكنها أن تلعب على أوراق الضغط التي تثير انزعاج مصر.
تأتي هذه المناورات العسكرية التي تعتبر الأولى من نوعها بين الرياض والخرطوم كدفعة جديدة من المكافأة التي تقدمها الرياض لمن دعمها في اراقة دماء الشعب اليمني المظلوم.