فشلت سلطات آل سعود في التعتيم على الدرك المنحط الذي وصلت إليه أخلاقيات مسؤوليها، خاصة بعدما أثارت بذاءة المتحدث باسم “التحالف السعودي” في الحرب على اليمن أحمد العسيري، جملة انتقادات دولية.
تقرير رامي الخليل
من سوء طالع الرياض أن من أوكلت إليهم مهمة تمثيلها في العالم المتحضر لا يزالون يعيشون في ظلمات جحورهم البدائية، وعلى الرغم من أن الدبلوماسية هي مظهر من مظاهر التطور نوعاً ما، إلا أن الحركة البذيئة التي قابل بها العسيري مجموعةً من المتظاهرين في لندن، عبر رفعه لإصبعه الوسطى، أظهرت أن مثل هكذا ثقافة لا تزال عصية على حكام وأذناب ال سعود.
ونقلت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، في تقرير، عن المتظاهر البريطاني سام والتون الذي واجه العسيري، قوله، إنه أراد اعتقاله بسبب جرائم الحرب التي ترتكبها السعودية في اليمن، معتبراً أن العسيري “يمثل نظاما قتل الالاف كما أظهر ازدراءً كلياً للقانون الدولي”.
ونقل التقرير عن الناشط في حملة مكافحة تجارة الأسلحة اندرو سميث قوله إن العسيري هو “المتحدث بلسان حملة القصف المدمِّرة على اليمن”، موضحاً أن “مكانه ليس بين البرلمانيين والمراكز الفكرية”.
وأكد مراقبون أن ما فعله الناشطون وما قابله من رد فعل غير أخلاقي للعسيري يمثل خطوة لها وزنها الكبير، موضحين أنها شكلت ردا أكثر بلاغةً وتأثيراً من الاحتجاجات التقليدية التي اعتادت عليها بعض المعارضات أو المنظمات الحقوقية.
واعتبر القيادي في المعارضة البحرينية سعيد الشهابي أن مواجهة المحتجين مع منْ وصفه بـ”بوق العدوان على اليمن”، كشفت أن رموز العدوان تعيش في الجحور مع الفئران والحشرات، وهي تفقد البصر في النور، وإذ استهجن حركة العسيري البذيئة، اعتبر أنها “تختصر المشهد القائم، فالصراع يدور بين السافلين وعديمي الأخلاق مع الأحرار الذين تعلموا من رسولهم الخلق العظيم”.
على الرغم من أن الرياض حاولت حرف حقيقة ما حدث، وردت بحملة تحريض وتهديدات واسعة ضد من شارك في الاعتصام الاحتجاجي ضد العسيري، إلا أن المشهد الواضح الذي غطته وسائل الاعلام العالمية، أكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن من تسول له نفسه ارتكاب كل تلك الجرائم في اليمن، فإنه لن يتوانى عن إظهار وجهه القبيح ما إن يتم تسليط الضوء عليه.