جانب من حوزة الشهيد نمر باقر النمر في حي المسورة في العوامية

ترميم حوزة الشهيد النمر في “حي المسورة”: إصرار على حق الإنسان والتاريخ

بينما تمارس السلطات السعودية جريمتها بحق الإنسان والتاريخ في “حي المسورة” التاريخي في العوامية، في ظل صمت المنظمات الدولية، قرر أهالي الحي ترميم واعمار ما حاول النظام محوه بقذائف “آر بي جي”.

تقرير حازم الأحمد

انهى أهالي “حي المسورة” التاريخي في مدينة العوامية إعادة هيكلة حوزة الشهيد الشيخ نمر باقر النمر، التي طالتها أيدي نظام العبث السعودي بقذائف “آر بي جي”، في هجومٍ دامٍ بمؤازرة الطيران والمدرعات، سقط فيه الطفل وليد العريض أمام منزله شهيداً.

تعد حوزة الشهيد النمر من أولى الحوزات العلمية في المنطقة، أسسها الشيخ الشهيد في مربّعة الشيخ المجاهد محمد بن ناصر آل نمر، لرمزيته ومكانته العلمية الرفيعة، إذ تعد ثورته في عام 1347 من أبرز المحطات التاريخية للمنطقة، والتي لا يمكن لأيّ من تأرّخ واحة القطيف أن يتجاوزها بأي حال.

خرّجت الحوزة العلمية في العوامية العديد من طلاب العلم، ولا تزال إلى الآن معلماً اجتماعياً وثقافياً ودينياً. إنه السبب في محاولة النظام السعودي محو أثرها، والبدء بهدمها في مشروع تدمير حي المسورة التاريخي.

وثّقت مشاهد مصوّرة ما حصل مُظهرة حجم الاعتداء الهمجي على أهالي الحيّ، حيث كشفت عن استخدام الأمن السعودي أسلحة ثقيلة، بينها قذائف مدافع و”آر بي جي”، وشوهدت أعمدت النيران تتصاعد من بين المنازل.

إنّه إجرامٌ بحق التاريخ والإنسان، يمارس بصمت في الحي الذي يمتد عمره لنحو 400 عام ويقطنه ألفي نسمة تقريباً، على الرغم من ضجيج الآليات والقذائف السعودية.

صمتٌ لم تكسره رسائل المنظمات الحقوقية التي أرسلت للأمم المتحدة ورفعت شكوى بشأن قرار هدم الحي الأثري في البلدة، في حين عمدت السلطات السعودية إلى قطع الكهرباء عن منازل الحي لإجبار المواطنين على مغادرته، وهو ما دفع الأهالي والناشطين إلى إعلان حملات تضامن ومساندة للأسر المتضررة ودعمها ماديا ومعنويا للصمود في وجه قرار الإخلاء.