السعودية/ وكالات- قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، يوم الثلاثاء، إنها ستثير "قضايا صعبة" مع زعماء السعودية بعدما دعاها منتقدون في الداخل للضغط على الرياض فيما يتعلق بحربها في اليمن وسجلها في مجال حقوق الإنسان.
ومن المتوقع أن تبحث ماي سبل تعزيز الروابط التجارية مع المملكة خلال زيارتها التي تستمر يومين، وهي ثاني زيارة تقوم بها لدولة خليجية منذ أن قررت بريطانيا ترك الاتحاد الأوروبي. والسعودية أكبر شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الأوسط وبلغت قيمة الصادرات البريطانية للسعودية 6.57 مليار جنيه استرليني في عام 2015.
وقالت ماي، التي أطلقت حملة دبلوماسية لتأمين اتفاقات تجارية بعد بدء محادثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، إنها ستدافع عن حقوق الإنسان ومصالح بلادها خلال محادثاتها في المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم.
والسعودية من العملاء الرئيسيين لشركات الدفاع البريطانية وحليفة في التصدي لإرهاب المتشددين.
لكن إمدادات بريطانيا من الطائرات والأسلحة والذخيرة للسعوديين باتت تخضع للتدقيق بسبب اليمن. فقد شن تحالف تقوده السعودية آلاف الغارات الجوية في محاولة ضد اليمن وتمكين الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي من العودة لممارسة مهام منصبه.
وقتلت حرب اليمن المستمرة منذ عامين ما يربو على عشرة آلاف شخص نصفهم من المدنيين.
وقالت ماي للصحفيين في الأردن قبل أن تتوجه إلى السعودية حيث من المتوقع أن تجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف "لا نواجه صعوبة في إثارة قضايا صعبة مع من نلتقي بهم سواء في السعودية أو في أي مكان آخر في أنحاء العالم."
وأضافت "التقليد البريطاني القوي للدفاع عن حقوق الإنسان موجود والتقليد البريطاني القوي للدفاع عن المصالح الوطنية البريطانية موجود" لتؤكد على أهمية العلاقات التجارية والأمنية بين البلدين.
وهبطت طائرة ماي في الرياض اليوم الثلاثاء وكان في استقبالها عدد من الأمراء منهم أمير الرياض. وسينضم إليها رئيس بورصة لندن في اجتماع مائدة مستديرة يعقد في البورصة السعودية.
وبورصة لندن من الجهات المتنافسة على الحصول على حصة في من أول طرح أولي عام من أسهم شركة أرامكو النفطية السعودية المتوقع أن يكون أكبر طرح أولي عام في العالم.
* صفقات تجارية
وتعرضت ماي لانتقادات بسبب رحلاتها الخارجية منذ أن أصبحت رئيسة لوزراء بريطانيا العام الماضي. واتهمت بعدم قدرتها على مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في وقت سابق هذا العام.
وقال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض إنه يتعين على ماي وضع حقوق الإنسان والقانون الدولي في محور محادثاتها مع حكومة السعودية.
وأضاف في بيان "ما لم تواجه رئيسة الوزراء النظام السعودي بشأن انتهاكاته هذا الأسبوع فسيكون من الواضح أنها مستعدة للتضحية بحقوق الإنسان والأمن على مذبح تجارة الأسلحة."
وحضرت ماي القمة الخليجية السنوية في البحرين في ديسمبر لتدعيم الروابط مع الدول المنتجة للنفط.
وقال عبد العزيز صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره جدة "بريطانيا تقدم نفسها لدول المنطقة بشكل جديد."
وأضاف "هذا يعني أن بريطانيا ستكون في منافسة مباشرة مع قوى الاتحاد الأوروبي وأنها تقدم نفسها كبديل لهم."
ويتعين على ماي أن تكون حازمة في محادثاتها مع الاتحاد الأوروبي دون أن تغضب قادته وأن تسعى لتأمين اتفاقات تجارية مع جهات أخرى في حال فشلت المحادثات وخرجت بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق.
وقالت ماي "أريد أن أرى المملكة المتحدة كبريطانيا عالمية حقيقية… (يجب أن تكون هناك) شراكة عميقة مستمرة مع الاتحاد الأوروبي لكن مع تبادل تجاري وتعاملات مع آخرين في مختلف أرجاء العالم."