عصفت الوسائل الإعلامية بالمجزرة المروعة التي حصلت في إدلب شمال سوريا، وبدأت حملة تقاذف الاتهامات وتحميل المسؤوليات، فيما وضع مراقبون المجزرة في سياق الرد على مواقف واشنطن حيال مستقبل الرئيس بشار الأسد.
على كامل المشهد في سوريا والمنطقة، طغى "الهجوم الكيماوي" الذي استهدف بلدة خان شيخون شمال غرب محافظة إدلب، خلال الساعات الماضية، وتسبب بمجزرة مروّعة راح ضحيتها أكثر من 100 مدني وعشرات المصابين. لتنهال المواقف الدولية والاتهامات المترامية، عاكسة مواقف الدول الغربية المتأرجحة، فيما دُعي مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة.
في بداية الأمر تقع منطقة خان شيخون تحت سيطرة الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة، التي سارعت عبر أقنيتها الإعلامية الى تحميل أجهزة الدولة السورية وحليفتها روسيا مسؤولية هذه المجزرة، الأمر الذي أوضح تفاصيله المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، مبيناً أن القوات الجوية السورية قصفت مستودعا للذخيرة تابعا للإرهابيين في خان شيخون بريف إدلب، وتبيّن بعد القصف أن المخزن يحتوي على أسلحة كيميائية وصلت من العراق مؤخراً.
بدوره، نفى الجيش السوري الإتهامات، وفي بيان رسمي أكد أنه لايملك أي نوع من أنواع السلاح الكيميائي وأنه لم ولن يستخدمه في أي مكان أو زمان لا سابقاً ولا مستقبلاً، وحمّل المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها مسؤولية استخدام المواد الكيماوية والسامة والاستهتار بحياة المواطنين.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية لفت إلى أن أعراض التسمم التي لحقت بالمدنيين في خان شيخون والتي ظهرت في مقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، مشابهة تماما لتلك التي أصابت المدنيين خريف العام الماضي والتي ألقاها الإرهابيون في حلب.
ورأى مراقبون أن هذا الهجوم ليس سوى استثمار ارهابي لشحن المواقف الغربية في وجه ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال سوريا، خاصة ما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد.
إلى ذلك، أشار متابعون إلى أن الأحداث تشي بإفلاس المشروع الغربي في سوريا، ما دفع الرافضين للحل السياسي وانتصار دمشق وحلفاءها على الإرهاب، إلى إحداث ضجة إعلامية من باب السلاح الكيماوي والمجازر الإنسانية.