تعود أزمة "سعودي أوجيه" من أوسع أبوابها لتفتح جدلاً واسعاً حول ماهية تعامل السلطات مع مواطنيها من جهة، وعلاقاتها السياسية من جهة أخرى. فيما تعيش الشركة حالة من الإنتظار لنتائج مراجعة مشروعاتها في المملكة، ما من شأنها أن يحدد مستقبل مجموعة الإنشاءات المتعثرة.
مع رحلة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من عمان برفقة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وعلى متن طائرة الأخير الخاصة، وصولاً إلى العاصمة الفرنسية باريس، عادت عمال أزمة "سعودي أوجيه" لتحتلّ حيّزاً هاما في المشهد العام، مع كشف مصادر مصرفية عن انتظار الشركة نتائج مراجعة مالية من الحكومة بمليارات الدولارات، ما ولّد شجب حالة شجب من وسائل إعلام سعودية.
تعيش "سعودي أوجيه" حالة من الانتظار لنتائج مراجعة بتكليف من الحكومة السعودية لمشروعات لها في المملكة بمليارات الدولارات، مراجعات مالية من شأنها أن تساهم في تحديد مستقبل مجموعة الإنشاءات المتعثرة، وفق ما أعلنت مصادر مصرفية مطلعة.
المصادر أوضحت أن الحكومة السعودية عينت "برايس ووتر هاوس كوبرز" لإجراء مراجعة تركز على مشروعات "سعودي أوجيه" الرئيسية في المملكة وفحص المطالبات بشأن حجم مستحقاتها لدى الحكومة، أمر اعتبره البعض بأنه من نتائج زيارة الحريري للمملكة.
وتصاعدت الحملة ضد الحريري، اذ دشن مواطنون سعوديون وسم "سعودي أوجيه بدون رواتب"، لمطالبة الحريري بدفع المستحقات لعمال الشركة من مختلف الجنسيات، وبرز وبشكل لافت الهجوم الذي شنّه الإعلامي داوود الشريان في برنامجه على قناة (MBC) على الشركة.
الإعلامي السعودي وبعد تحميله وزارة العمل مسؤولية عدم حصول الموظفين السعوديين على مستحقاتهم، ردّت الوزارة موضحة بأنها أوقفت خدماتها عن شركة "سعودي أوجيه" إثر شكوى موظفيها من تأخر رواتبهم لأربعة أشهر.
ومن الرياض إلى باريس استكملت الحملة ضد الحريري، بعد تقلده لوسام جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أثناء زيارته الأثنين، أمر اثار استياء الفرنسيين، تحديداً الموظفين الذين عملوا في شركة "سعودي أوجيه"، معتبرين أن الخطوة تشكل خيانة لقضيتهم، وإهانة لسنوات عملهم في جحيم "سعودي أوجيه"، وفق تعبيرهم.