زيارات متوقفة ومعدومة، محادثات مقطوعة، علاقات متوترة دون سبب واضح.. عبارات تصف الثنائية السعودية الإماراتية.. إلا أن الجديد محاولة سعودية لتحسين العلاقات بطلب أميركي.
أزمة في العلاقات السعودية الإماراتية محورها الخلافات بين البلدين حول كيفية إدارة الحرب في اليمن، التي دخلت قبل أيام عامها الثالث دون تحقيق معظم الأهداف التي انطلقت من أجلها ما سمي بعاصفة الحزم.
مصدر دبلوماسي موثوق كان متواجدا في كواليس قمة عمان العربية الأخيرة، قال أن وزيري خارجية البلدين السعودي والإماراتي لم يتجاذبا اطراف الحديث طوال الإجتماعات، إلا أن بحسب المصدر أن الجبير سأل نظيره الإماراتي عن سبب القطيعة ولكن دون جواب يذكر.
إن صحت هذه الرواية، فهي تؤكد رواية أخرى يرويها مراقبون، عن مراجعة سعودية شاملة للملف اليمني، أبرزها التخلي عن حزب الإصلاح، وتحشيد القبائل اليمنية لزجهم في الخلاف الداخلي اليمني.
اذا صح حدوث هذه "المراجعة" فسيترجم بالإطاحة بمحسن الأحمر المحسوب على حركة الإصلاح، وإزالة الخلافات مع الإمارات، ما يعني عودة السخونة إلى خط الإتصالات، وربما الزيارات بين محمد بن سلمان، المسؤول عن ملف الحرب في اليمن، ومحمد بن زايد.
تطوران رئيسيان يرجحان احتمالات حدوث تغيير، أو مراجعة، في الموقف السعودي تجاه ملف اليمن، الأول دعوة السعودية لشيوخ قبائل يمنية كبرى الى الرياض لحضور اجتماع موسع في محاولة لكسبها وتحشيدها ودعمها بالأموال والسلاح، واعتمادها كبديل عن حزب الإصلاح.
التطور الثاني مغادرة حميد الأحمر الرياض غاضبا عقب إلقائه كلمة قصيرة أمام القبائل، بعد اعتراض قادة أمن سعوديين على تواجده هناك.
مراقبون رجحوا أن تكون هذه المراجعة في السياسة السعودية في الملف اليمني، جاءت بضغط من إدارة الرئيس دونالد ترامب كشرط لتدخلها عسكريا بشكل أكبر في اليمن وذلك خلال زيارة محمد بن سلمان الأخيرة لواشنطن.
تحليلات كثيرة تفتح الباب أمام أسئلة كثيرة.. هل فعلا تجري السعودية "مراجعة جذرية" لتحالفاتها في اليمن؟، وهل سيكون حزب الإصلاح الإخواني هو أحد الضحايا؟، وهل جاء هذا التحول لحل الخلاف مع الإمارات وتلبية لمطالب ترامب؟ وحده الواقع الميداني في اليمن يعكس الإجابة.. فأي علاقة ايجابية كانت أو سلبية بين دول التحالف ستترجم على الأرض.