تنشط الوهابية السعودية في أندونيسيا، من خلال المعاهد والكليات والمؤتمرات التي تدعو إلى التكفير.
تقرير محمود البدري
تحيا السعودية بالمال واستغلال الدين. تحوّل معهد العلوم الإسلامية والعربية في اندونيسيا إلى كلية. هي حيلةٌ لآل سعود للتوسع في إحدى دولة الشرق الفقيرة لتوظيف المال والدين.
وقال مدير جامعة محمد بن سعود في جاكرتا سليمان أبا الخيل إن العلاقات بين السعودية وإندونيسيا “ضاربة في جذور التاريخ، وعمل يخدم الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها. وأكد أن السعودية تعمل على مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرّف والفتن الدينية”.
واحدٌ من الأمثلة على مكافحة التطرف والفتن، مؤتمر ما يسمى “ائتلاف الأمة والسنة في مواجهة الغلو والتطرف”، الذي عقد في إندونيسيا. المفارقة هنا، هي أن هذا المؤتمر كان عبارة عن أفعى تبث سم الفتنة بين المذاهب والدول الاسلامية.
أحد المشاركين، يدعى صالح درويش، قال إن الشيعة هم “أسوأ الفرق الضالة”، محذراً من “انتشار التشيع في العالم الإسلامي”، مضيفاً أنه “مذهب منحرف يشكل خطراً على عقيدة المسلمين ويخل بأمنهم وأخلاقهم”.
وكأن المؤتمر قد تحدث بلسان آل سعود حيث اعتبر أن إيران “ما دخلت إلى بلد إلا واحدثت فيه فتنة داخلية”. حاولت السعودية منذ عقود تسويق وجودها لدى الغرب باعتبارها كياناً سياسياً شبيهاً بدول العالم، إلا أن أموال النفط لم تسعفها للسيطرة على توجهات الشعوب الغربية، فلم تجد إلا دول الشرق مفراً لها إن كان لتوظيفها في تسعير الفتنة أو في ما يتعلق بحياة اللهو والترف وصرف الأموال على الملذات.